مع ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات، لجأ الكثيرون إلى شراء قطع غيار مستعملة كحل لتقليل النفقات وتوفير المال، لكن الحقيقة أن تلك القطع المستعملة أصبحت سببا رئيسيا فى زيادة حوادث الطرق، وباتت تمثل خطرا كبيرا على حياة السائقين والركاب، بسبب جودتها غير المضمونة
«الفجر» تحدثت مع عمر حسان، ميكانيكى، يعمل فى منطقة السيدة زينب، والذى أكد أن أغلب زبائنه يفضلون شراء قطع غيار مستعملة، موضحا أن الكثير منها تأتى من سيارات تالفة أو تعرضت لحوادث وتم تفكيكها وبيعها فى الأسواق بأسعار منخفضة، وأشار إلى أن تلك القطع غالبا ما تكون مليئة بالمشاكل التى لا تظهر إلا بعد تركيبها واستخدامها.
عمر أوضح أن المحركات المستعملة هى من أخطر القطع التى يلجأ إليها السائقون، وأكد أنها غالبا ما تأتى من سيارات مستعملة فى الخارج وتعرضت لاستخدام مفرط أو تلف داخلى ويتم بيعها فى مصر دون أى ضمان.
وأشار إلى حالة شاب قام بتركيب محرك مستعمل وبعد يومين فقط انفجر أثناء القيادة، مما تسبب فى أضرار جسيمة للسيارة وأكد أن هذه الحالات تتكرر بشكل كبير بسبب عدم وعى الناس بالمخاطر التى تترتب على استخدام المحركات المستعملة.
عمر تحدث أيضا عن الفرامل وأكد أنها من أهم الأجزاء التى يجب أن تكون بحالة جيدة، لأن أى خلل فيها قد يؤدى إلى حوادث خطيرة، وقال إن السائقين يلجأون فى كثير من الأحيان إلى شراء تيل فرامل مستعمل، وغالبا ما يكون غير مطابق للمواصفات أو ضعيف.
«الفجر» تحدثت أيضا مع محمود ناصر الذى يعمل فى مجال تصليح الإطارات، وأكد أن الإطارات المستعملة أصبحت واحدة من أكثر الأسباب التى تؤدى إلى الحوادث، موضحًا أن بعض التجار يقومون بإعادة تدوير الإطارات القديمة بطريقة تجعلها تبدو كأنها بحالة جيدة، لكنها فى الحقيقة تفقد كفاءتها وقدرتها على تحمل الضغط والحرارة مما يجعلها عرضة للانفجار أثناء القيادة، لافتا إلى أن الإطارات المستعملة قد تكون قنبلة موقوتة تهدد حياة السائقين والركاب.
محمود أشار إلى أن الإطارات السليمة تلعب دورا كبيرا فى الحفاظ على استقرار السيارة على الطريق، وتساعدها على التوازن ومنع انزلاقها، مشيرا إلى أن «الكاوتش» الجيد يساعد أيضا الفرامل على أداء وظيفتها بشكل أفضل.
ويرى محمود أن المشكلة تكمن فى أن الكثير من السائقين لا يدركون أهمية الإطارات السليمة، ويبحثون عن الأرخص دون التفكير فى العواقب، مشيرًا إلى حالة حدثت موخرا حيث انفجر إطار سيارة أثناء القيادة على الطريق السريع، مما تسبب فى انقلاب السيارة، وأوضح أن هذا النوع من الحوادث شائع بسبب الإطارات القديمة التى يتم بيعها على أنها جديدة.
كما أشار إلى أن الإطارات التى يتم استيرادها قد تكون غير مناسبة للطرق المصرية، وتكون مصممة لظروف مناخية مختلفة تماما.
وأضاف أن هذه الإطارات لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة أو الضغط العالى، مما يجعلها عرضة للتلف بسرعة، وأشار إلى أن السائقين يشترون هذه الإطارات لأنها أرخص.
وأوضح أن الزيوت التى يتم إعادة تدويرها تمثل مشكلة كبيرة أيضا، قائلًا إن بعض التجار يقومون بجمع الزيوت القديمة وإعادة تعبئتها فى عبوات جديدة ثم بيعها بأسعار رخيصة، وأضاف أن هذه الزيوت لا تؤدى وظيفتها بشكل صحيح، مما يؤدى إلى تآكل أجزاء من المحرك وتعطله أثناء القيادة، وهو ما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
محمود أكد أن البطاريات المستعملة أيضا تمثل خطرا كبيرا وأوضح أن البطاريات المستعملة قد تتسبب فى تسريب مواد كيميائية خطيرة تؤدى إلى اشتعال حرائق فى السيارة، وأنها غالبا ما تكون غير قادرة على تحمل الأحمال الكهربائية مما يؤدى إلى انقطاع الكهرباء عن السيارة أثناء القيادة مشيرا إلى أن الكثير من السائقين يلجأون إلى هذه البطاريات المستعملة بسبب انخفاض أسعارها دون إدراك أنها قد تؤدى إلى كوارث.
لافتًا إلى أن التروس المستعملة يتم طلاؤها أو صيانتها لتبدو كأنها جديدة، وهذه الحيلة تؤدى إلى مشاكل كبيرة للسائقين حيث تتعطل هذه الأجزاء بسرعة، وتعرض السيارة للتوقف المفاجئ أثناء القيادة.
محمود أشار إلى أن أصحاب الشاحنات والحافلات يلجأون أيضا إلى شراء قطع مستعملة لتقليل التكاليف، وقال إن الشاحنات الكبيرة غالبا ما تكون محملة بحمولات ثقيلة وأى عطل فيها يمكن أن يؤدى إلى كارثة، وأشار إلى حالة شاحنة انقلبت على الطريق بسبب انفجار إطار مستعمل مما تسبب فى خسائر مادية كبيرة وأكد أن هذه الحوادث شائعة بسبب الاعتماد على قطع مستعملة رخيصة الثمن بالمقارنة بالقطعة الأصلية، وعلى سبيل المثال يمكن أن يتراوح سعر محرك مستعمل لسيارة هيونداى إلنترا بين ١٥٠٠٠ و٢٠٠٠٠ جنيه، بينما قد يصل سعر محرك مستعمل لسيارة تويوتا كورولا إلى ٢٥٠٠٠ جنيه مصرى أو أكثر.
أما بالنسبة للإطارات المستعملة، فقد تتراوح أسعارها بين ٥٠٠ و١٥٠٠ جنيه مصرى للإطار الواحد حسب المقاس والحالة.