بعيدًا عن الأضواء المعتادة للنجومية، يأتى اسم المهندس المصرى إبراهيم سمك ليضيء بمعنى آخر تمامًا،. إنه العقل المصرى الذى جعل من الشمس طاقة لحياة ألمانيا وأوروبا، ورمزًا لأحد أهم قصص النجاح فى عالم الطاقة النظيفة.
ومنذ بدايته فى مدينة أسيوط وحتى وصوله إلى قيادة كبرى المشاريع فى ألمانيا، أثبت سمك أن العقل المصرى قادر على الإبداع والمنافسة عالميًا، وأن الشغف والعلم يمكنهما معًا فتح أبواب النجاح حتى فى أقسى المنافسات.
لم يعرفه كثيرون فى بلده الأم مصر، لكن سمك حفر اسمه بعمق فى سجل الخبراء العالميين بالطاقة، حتى أصبح يُلقب فى ألمانيا بـ«الفرعون الذى أضاء أوروبا».
تخرج سمك فى كلية الهندسة جامعة أسيوط عام ١٩٦٢، وانطلق إلى ألمانيا عام ١٩٧٦، ليبدأ رحلة تحولت فيما بعد إلى أسطورة هندسية وكانت الخطوة الأولى مع اختراعه «اللمبة الذكية»، التى لم تكن مجرد تقنية جديدة، بل كانت رؤيا أحدثت ثورة فى شوارع ألمانيا، مضاءة بإبداعه أكثر من ١٥٠ بلدية ألمانية استفادت من اختراعه، مما جعل الإعلام الألمانى يحتفى به، ويلفت أنظار المستشارين وصناع القرار إلى هذا المخترع المصرى المبدع.
لكن إنجازاته لم تتوقف هنا فبعد نجاح اللمبة الذكية، جاء الدور على البرلمان الألمانى، حيث تولت شركته بالكامل مشروع تزويده بالطاقة الشمسية، محققة بذلك نقلة نوعية فى اتجاه ألمانيا نحو الطاقة النظيفة، وفى تنافس شديد مع ٣٥ من كبريات الشركات الأوروبية، فاز سمك بتطوير مبنى المستشارية الألمانية المركز العصرى للحكم فى برلين.
وتعد تجربته فى تزويد جامعة «مينشجل ادباخ» الألمانية بالطاقة الشمسية، ومشروع تغذية مبنى شركة «مرسيدس بنز» بالكهرباء النظيفة باستخدام خلايا شمسية، دليلًا على رؤيته بعيدة المدى فى تحويل أشعة الشمس إلى قوة دافعة للحياة اليومية، ومن اللافت أن سمك لم يكتف بتنفيذ مشاريع محلية، بل توسعت إنجازاته لتشمل مشاريع خارج ألمانيا، من ضمنها «مصيف سبليت» فى يوغوسلافيا سابقًا.
اليوم، يشغل سمك منصب رئيس اتحاد الصناعات الأوروبية للطاقة الشمسية، وهو الموقع الذى حصل عليه لدورتين متتاليتين تقديرًا لريادته فى هذا المجال، لكنه رغم نجاحاته العالمية، لا ينسى أن لمصر نصيبًا من اهتمامه، إذ يعتقد أن مصر لديها إمكانات هائلة تؤهلها ليس فقط لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الطاقة، بل لتصبح دولة مصدّرة أيضًا ويؤكد سمك فى العديد من المحافل الدولية «أنا رهن إشارتها لتحقيق هذا الهدف».