في خطوة مهمة تهدف إلى تحسين الخدمات القنصلية وتيسير إجراءات الحصول على تأشيرات شنغن، بدأت القنصلية العامة للمملكة الإسبانية في تطوان بتطبيق نظام جديد لإدارة مواعيد تقديم طلبات التأشيرة عبر مكتب “BLS”. يأتي هذا الإجراء ضمن جهود مستمرة للقضاء على ظاهرة السمسرة في هذا المجال، ولتقديم خدمات أكثر شفافية وفعالية للمواطنين.
في السابق، كانت القنصلية تعتمد نظامًا موسميًا لفتح مواعيد طلبات التأشيرة، ما أدى إلى فترات انتظار طويلة وهيمنة السماسرة على عملية حجز المواعيد. أما النظام الجديد، فيعتمد على فتح المواعيد بشكل أسبوعي، مما قلل بشكل كبير من فترات الانتظار وأعاق عمليات الاحتكار، ما يمثل إنجازًا بارزًا في مكافحة السمسرة وضمان المساواة في الوصول إلى خدمات التأشيرات.
القنصل العام السيد ألبارو كاستييو أغيلار، منذ توليه مهامه في القنصلية، يولي اهتمامًا خاصًا بتحسين جودة الخدمات القنصلية. وهو يسعى باستمرار لتطوير آليات تسهيل طلبات التأشيرة، والتفاعل مع المواطنين لسماع ملاحظاتهم واقتراحاتهم، ومعالجة التحديات التي تواجههم في هذا المجال.
كانت شكاوى المواطنين من تأخر المواعيد وصعوبة الحصول عليها سببًا رئيسيًا وراء تطبيق هذه الإصلاحات. فقد أدت ظاهرة السمسرة إلى تعقيد الإجراءات وزيادة معاناة المتقدمين. ومن المتوقع أن يُسهم النظام الجديد في تقليل فترات الانتظار وضمان خدمات عادلة وسريعة، ما يعزز ثقة المواطنين في القنصلية.
وتتعامل القنصلية العامة الإسبانية في تطوان مع حوالي 20 ألف طلب تأشيرة شنغن سنويًا، وهو رقم يعكس الدور الحيوي الذي تلعبه في تسهيل التنقل بين المغرب وإسبانيا. وقد سجلت القنصلية ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة الموافقة على طلبات التأشيرة، حيث وصلت إلى 70%، ما يعكس تطورًا كبيرًا في كفاءة العمل وسرعة معالجة الطلبات.
هذا التحسن لم يكن ليحدث دون التعاون الوثيق بين المغرب وإسبانيا، والذي يتجلى في التنسيق المستمر بين السلطات المختصة في البلدين. كما أن التقدم التقني في أنظمة معالجة الطلبات، بالإضافة إلى التدريب المستمر للموظفين، كان لهما دور رئيسي في رفع كفاءة الإجراءات.
تؤكد القنصلية التزامها بتحسين الخدمات القنصلية وتجاوز أي عقبات قد تعيق تقديمها، إدراكًا منها لأهمية هذه الخطوة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ويعمل المسؤولون على اعتماد أفضل الممارسات الدولية لضمان جودة الخدمات، مما يعكس الحرص على تقديم تجربة مميزة وفعالة للمواطنين المغاربة الذين يسعون للحصول على التأشيرات.
