تستعد المملكة المغربية لاستضافة المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع في يوليوز 2025، حيث وقع الاختيار على جامعة محمد الخامس بالرباط لاحتضان هذا الحدث العلمي والثقافي المتميز. ويعد هذا المنتدى منصة أساسية لتبادل الأفكار والمستجدات في مجال علم الاجتماع، حيث سيجمع نحو 5000 باحث وخبير من حوالي 125 دولة لمناقشة أهم القضايا الاجتماعية الراهنة، مما يتيح الفرصة لتعزيز الحوار وتبادل الرؤى حول مواضيع متنوعة.
بالإضافة إلى القيمة العلمية للمنتدى، يعتبر تنظيمه في المغرب فرصة استراتيجية لعرض القضايا الوطنية المغربية على الساحة الدولية، وبخاصة قضية الصحراء المغربية، ضمن ما يعرف بالدبلوماسية الموازية. في ظل الاهتمام المتزايد بهذه المنطقة، والتحديات التنموية والاجتماعية التي تواجهها، يأمل المغرب في استغلال هذا الحدث لتسليط الضوء على إنجازاته التنموية وإبراز جهوده في تحسين أوضاع السكان المحليين بالصحراء المغربية.
من المنتظر أن يوفر المنتدى منصة للتعريف بالجهود التنموية التي يبذلها المغرب في الصحراء، حيث سيتم تنظيم جلسات نقاشية وورش عمل متخصصة تسلط الضوء على مشاريع البنية التحتية الحديثة، مثل الطرق والموانئ والمرافق الصحية والتعليمية التي تسهم في تحسين ظروف معيشة سكان الصحراء. كما ستناقش الجلسات مختلف التحديات التي تواجه المنطقة وكيفية التصدي لها، مثل توفير الخدمات الاجتماعية والاقتصادية بما يعزز من استقرار المنطقة ويحفز التنمية المستدامة فيها. ويأتي تنظيم هذه الجلسات ضمن رؤية المغرب لتشجيع التعاون والحوار مع الخبراء الدوليين، بما يسهم في تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي قد تكون موجودة لدى بعض المشاركين حول قضية الصحراء، وتعزيز الفهم الإيجابي لمواقف المغرب وسياساته التنموية.
سيشكل المنتدى أيضاً فرصة لتسليط الضوء على الثراء الثقافي الذي تتميز به منطقة الصحراء المغربية. من خلال فعاليات موازية، يمكن عرض الفنون التقليدية والحرف الصحراوية جنباً إلى جنب مع ثقافات مناطق مغربية أخرى، مما يبرز تنوع الثقافة المغربية. وستتاح الفرصة للزوار للاطلاع على الأنشطة الفنية، كالحرف التقليدية والأعمال الفنية اليدوية الصحراوية، عبر ورش تفاعلية يُشارك فيها حرفيون وفنانون من المنطقة، مما يعزز من فهمهم للهوية الثقافية المشتركة بين مختلف المناطق المغربية. كما سيتم تنظيم ندوات ولقاءات ثقافية تناقش موضوع الهوية الثقافية الصحراوية وكيفية تفاعلها مع الثقافة المغربية بوجه عام. كما يمكن عرض أفلام وثائقية تُسرد من خلالها قصص المجتمع الصحراوي وتاريخه العريق، مما يساعد المشاركين على فهم أعمق للجوانب التاريخية والاجتماعية التي تربط هذه المنطقة بباقي المغرب.
من المتوقع أن يساهم المنتدى العالمي لعلم الاجتماع في إبراز الدور الكبير للتنوع الثقافي داخل المغرب وأثره على تعزيز الهوية الوطنية. وستتيح الندوات التي تجمع شخصيات ثقافية وفنية من الصحراء المغربية الفرصة لعرض تجاربهم وإبراز رؤاهم حول الروابط الثقافية التي تجمع مختلف أطياف المجتمع المغربي. ستشكل هذه الندوات منصة لتسليط الضوء على أهمية التعددية الثقافية في بناء نسيج اجتماعي متماسك يجمع تحت لوائه ثقافات متنوعة، تسهم جميعها في إبراز الهوية الوطنية المغربية الفريدة.
من خلال هذا المنتدى، يأمل المغرب في تعزيز الفهم الدولي لقضيته الوطنية وإبراز إنجازاته التنموية والثقافية في الصحراء، مع تعزيز التواصل والحوار الثقافي مع المجتمع العلمي الدولي.