تبدأ كنائس الروم الأرثوذكس في الخامس عشر من نوفمبر صوم الميلاد المجيد، الذي يستمر لمدة أربعين يومًا وينتهي عشية الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من ديسمبر، وفقًا للتقويم الغريغوري الذي تتبعه الكنيسة.
يُعد صوم الميلاد لدى كنيسة الروم الأرثوذكس من الفترات الروحية المهمة التي يستعد فيها المؤمنون للاحتفال بميلاد السيد المسيح، مخصصين هذه الأيام للصلاة والتأمل والصوم عن بعض الأطعمة كمظهر من مظاهر التقرب إلى الله.
وفيما تختلف مواعيد الصيام واحتفالات الميلاد بين الكنائس المختلفة، تتوحد الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، ومنها كنيسة الروم الأرثوذكس، مع الكنيسة الكاثوليكية في الاحتفال بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر.
ويعتبر البابا خريستوذولس، البطريرك السادس والستين من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1046-1077)، أول من فرض صوم الميلاد بشكل رسمي في الشرق، وذلك ضمن قوانينه التي نظم بها الأصوام. فقد نصّ قائلًا: “صوم الميلاد المقدس يبدأ من عيد مار مينا، ويمتد خمسة عشر يومًا من شهر هاتور حتى التاسع والعشرين من شهر كيهك. وإذا وافق عيد الميلاد الشريف يوم الأربعاء أو الجمعة، يُفطر فيه ولا يُصام. وينطبق الأمر نفسه على عيد الغطاس المقدس في الحادي عشر من طوبة؛ حيث يُفطر إذا وافق يوم أربعاء أو جمعة. وإذا وافق صوم الغطاس يوم السبت أو الأحد، فلا يُصام أيضًا، ويُصام يوم الجمعة السابق له بدلاً من ليلة الغطاس.