قفزت المبادلات التجارية بين المغرب والبلدان الإفريقية من 36 مليار درهم سنة 2013 إلى حوالي 52.7 مليار درهم العام الماضي، أي بارتفاع بنحو 45 في المائة؛ فيما بلغت الصادرات المغربية إلى إفريقيا، التي تتشكل أساسًا من الأسمدة والأسماك والسيارات، أكثر من 32 مليار درهم السنة الماضية، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 100 في المائة مقارنة بالأرقام المسجلة سنة 2013، حسب ما أفاد به عمر حجيرة، كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلف بالتجارة الخارجية.
وذكر المسؤول الحكومي ذاته، في معرض جوابه عن مجموعة من الأسئلة الشفهية الآنية حول التبادل التجاري مع الدول الإفريقية، أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، أن واردات المغرب من إفريقيا بلغت حوالي 20 مليار درهم العام الماضي، مشيرًا إلى أن هذه الواردات تتشكل أساسًا من الفحم والتمور والمواد البلاستيكية.
وسجّل الوزير أن “وزارة الصناعة والتجارة أجرت دراسة كشفت أن للمغرب قدرات تصديرية إضافية تصل إلى 120 مليار درهم، 10 في المائة منها متمركزة في إفريقيا، أي إن المصدرين المغاربة بإمكانياتهم الحالية يمكنهم أن يضيفوا 12 مليار درهم للصادرات المغربية في اتجاه بلدان القارة الإفريقية”. كما حددت الدراسة، التي سيتم تعميمها، حوالي 60 مشروعًا استثماريًا في القارة لفائدة المستثمرين المغاربة في إطار التكامل الاقتصادي مع هذه الدول.
واعترف كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلف بالتجارة الخارجية بوجود نقص في المواصلات بين المغرب والدول الإفريقية، مشيرًا إلى أن الحكومة منفتحة على كل الاقتراحات التي يمكن أن تعزز النقل البحري.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الوزارة تعمل على إعداد دليل رقمي يعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي لفائدة المصدرين المغاربة للتعرف على الأسواق الإفريقية وخصائصها وطبيعة المنتجات التي يمكن أن تُصدر إليها، معتبرًا أن “منطقة التبادل الحر الإفريقية، التي تضم أكثر من 50 دولة وتتوجه إلى أكثر من مليار مستهلك إفريقي، بدأ المغرب التطبيق الفعلي للاتفاقية الخاصة بها”، وزاد: “أمامنا فرصة لتعزيز القدرات التصديرية ورفع رقم المعاملات التجارية مع دول القارة”.
ولفت حجيرة، في بداية جوابه عن أسئلة المستشارين، إلى أن “الملك محمدا السادس شدد في العديد من خطبه على أهمية التكامل الاقتصادي بين دول إفريقيا بما يخدم مصالح شعوبها، كما شدد على ضرورة إرساء تنمية مشتركة قائمة على أساس التعاون والتضامن وتوحيد الوسائل والجهود، وتحويل النقص في المبادلات التجارية القارية إلى فرصة حقيقية للنهوض بالتكنولوجيا الرقمية الحديثة”، مؤكدًا أن “الزيارات التي قام بها الملك محمد السادس إلى عدد من البلدان الإفريقية كانت وراء ديناميكية الشراكة والمبادلات التجارية التي عرفت نموًا مهمًا خلال السنوات الأخيرة”.