أكد جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، أن القوات الأميركية ستستمر في تواجدها داخل سوريا لتحقيق ما وصفه بـمهمة كبرى لا تزال غير مكتملة. جاءت هذه التصريحات خلال مشاركته في مؤتمر رويترز نكست الذي عُقد في نيويورك، حيث تناول مستقبل السياسة الأميركية في سوريا والدور المتوقع لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في المرحلة المقبلة.
تأكيد الالتزام: القوات الأميركية ودورها في سوريا
أوضح فاينر أن الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن تتعامل بحذر مع الملف السوري، مشيرًا إلى أن القوات الأميركية تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على استقرار المنطقة، خاصة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. وأكد أن هذا الوجود ليس مجرد إجراء عسكري، بل يمثل استراتيجية أوسع تهدف إلى منع أي فراغ أمني أو سياسي قد تستغله التنظيمات الإرهابية أو القوى الإقليمية مثل إيران وروسيا.
تواصل مع إدارة ترامب: انتقال سلس للملفات الحساسة
وأشار فاينر إلى أن إدارة بايدن بدأت بالفعل اتصالات مكثفة مع فريق ترامب لضمان انتقال سلس في الملفات الحساسة. وتابع قائلاً: "نعمل على إبقاء الفريق المقبل على اطلاع كامل بجميع التطورات في سوريا، خاصة ما يتعلق بالجماعات المسلحة التي أطاحت بالأسد."
هذه الخطوة تعكس إصرار واشنطن على توحيد الرؤية الأميركية بشأن الملف السوري، بصرف النظر عن التغييرات في الإدارة.
مشهد سوري متغير: فرصة تاريخية للشعب
ألقى فاينر الضوء على معاناة نظام بشار الأسد في ظل فشل حلفائه الرئيسيين، مثل روسيا وإيران، في تقديم الدعم اللازم لضمان بقائه. وأوضح قائلاً: "الشعب السوري أمام فرصة تاريخية لتحديد مستقبله واختيار من يحكمه لأول مرة منذ عقود."
وأشار إلى أن هذا التحول قد يفتح الباب أمام تغييرات سياسية واجتماعية واسعة في سوريا، مع ضرورة دعم التحالف الدولي لهذا التحول لضمان استدامته.
رؤية أميركية طويلة الأمد: الاستقرار والانتقال السياسي
الوجود العسكري الأميركي في سوريا بدأ في 2014 كجزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش، لكنه تطور ليشمل أهدافًا سياسية وأمنية أوسع. وتعتبر واشنطن أن انسحابها المفاجئ قد يعيد سيناريوهات الفوضى التي ظهرت في العراق بعد 2011.
واختتم فاينر تصريحاته بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تعمل على صياغة رؤية شاملة للتعامل مع الأوضاع في سوريا، تشمل تعزيز الحلول السياسية ودعم الحلفاء المحليين لضمان استقرار طويل الأمد