عندما شنت إسرائيل غزوها البري على قطاع غزة، في أكتوبر من العام الماضي 2023، قامت بشق طريق ترابي عبر منتصف القطاع، وكان هذا الطريق آنذاك واسعًا بما يكفي لمرور مركبتين مدرعتين، أما اليوم فقد أصبح هذا الطريق منطقة مترامية الأطراف تبلغ مساحتها 18 ميلًا مربعًا.
داخل المنطقة، التي يطلق عليها "ممر نتساريم" نسبة إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة، توجد قاعدتان عسكريتان تتألفان من ملاجئ متنقلة ضدّ القنابل مزودة بالمياه والكهرباء وأبراج الاتصالات الخلوية وكنيس يهودي. والآن أصبح الطريق ممهدًا، ويتحرك الجنود في مركبات مفتوحة عبر منطقة بحجم تل أبيب.
وتشير صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن ممر نتساريم هو مثال بارز على أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء إلى أجل غير مسمى في غزة، حيث أنشأت إسرائيل عدة طرق عسكرية أخرى في القطاع، وأغلقت منطقة عازلة تمتد لنصف ميل تقريبًا حول المنطقة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته، الجمعة، أن هذه الأمور مجتمعة ترسم صورة للسيطرة الإسرائيلية الصارمة التي يخشى بعض الإسرائيليين والفلسطينيين أن تنذر باحتلال إسرائيلي طويل الأمد أو حتى إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وهو ما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن يحدث.
ودمرت إسرائيل جميع الأحياء والقرى والأراضي الزراعية الفلسطينية المحيطة بممر نتساريم، التي باتت تستخدمه للحفاظ على سيطرة محكمة على تدفق الناس والبضائع إلى غزة.