صوم الميلاد المجيد لماذا تختلف المدة والتوقيت بين الكنائس..حتى موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 7 |1| 2025 تستمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر في صوم الميلاد المجيد لعام 2024، . و في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة البابا تواضروس الثاني يراس قداس عيد الميلاد المجيد مساء 6 |1| 2025 .
الباحث الكنسي يوضح اختلاف المدة والتوقيت فى صوم الميلاد المجيد
صرح مرقس ميلاد، الباحث الكنسي، في حديث خاص مع «الدستور»، أن عيد الميلاد يُعتبر من أبرز الأعياد في المسيحية، حيث يمثل للكنيسة ذكرى ميلاد السيد المسيح له المجد. يبدأ الاحتفال بهذا العيد من ليلة 24 ديسمبر ويستمر حتى نهار 25 ديسمبر وفقًا للتقويمين الغريغوري واليولياني. ومع ذلك، وبسبب اختلاف التقويمين بمقدار ثلاثة عشر يومًا، يُحتفل بالعيد في الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني في عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.
صوم الميلاد المجيد وفقًا للتقويم اليولياني الشرقي
وأشار إلى أنه مع إصلاح التقويم اليولياني وظهور التقويم الغريغوري الذي يُستخدم في معظم دول العالم اليوم، نشأ فرق في التوقيت بين 25 ديسمبر وفقًا للتقويم اليولياني الشرقي و25 ديسمبر وفقًا للتقويم الغريغوري الغربي. ومع مرور القرون، تزايد هذا الفرق ليصل حاليًا إلى 13 يومًا، مما أدى إلى أن الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي تحتفل بعيد الميلاد في 7 يناير، بينما الكنائس التي تتبع التقويم الغربي تحتفل به في 25 ديسمبر.
وأشار إلى أن تاريخ الصوم يعود إلى العصور الأولى للمسيحية، حيث كان صوم الميلاد في البداية يقتصر على يوم واحد فقط، وهو صوم البرامون، أي اليوم الذي يسبق عيد الميلاد (28 كيهك). وما زلنا نحتفظ بصيام البرامون حتى اليوم ضمن صوم الميلاد المجيد، وله طقوس خاصة في الصلاة.
أوضح أنه بعد انفصال الاحتفال بعيد الغطاس عن عيد الميلاد في القرن الخامس، استمر صوم الميلاد المجيد ليوم واحد فقط. ومن القرن السادس الميلادي حتى القرن الحادي عشر الميلادي، بدأت عادة صيام شهر كامل قبل الاحتفال بعيد الميلاد في صعيد مصر، وهو الشهر المعروف بشهر كيهك. وفي هذا الشهر، تتغير نغمة الألحان في الكنيسة كعلامة على بدء الصوم، وتُعرف النغمة المستخدمة باسم “النغمة الكهيكية” نسبةً إلى شهر كيهك.
صوم الميلاد المجيد فترة البابا خريستوذولوس
وفي فترة البابا خريستوذولوس، البطريرك رقم 66 (1047م – 1077م)، تطور نظام صوم الميلاد المجيد ليصبح ستة أسابيع كاملة، أي 42 يومًا. ومع إضافة يوم البرامون، يصبح إجمالي عدد أيام الصيام 43 يومًا. ورغم ذلك، استمر صوم الميلاد المجيد في صعيد مصر لمدة شهر كيهك فقط، كما أشار إلى ذلك ابن كبر الكاتب الطقسي في مؤلفاته. ومع مرور الزمن، تغيرت الأمور وأصبح صوم الميلاد المجيد يستمر لمدة 43 يومًا كاملة.
ختامًا، هناك بعض التفسيرات الخاطئة التي نشأت نتيجة نقص المعرفة بتطور الطقس الكنسي، حيث حاولت هذه التفسيرات تقديم تفسير روحي لمدة الصيام بعيدًا عن السياق التاريخي. فقد زعمت أن مدة الصيام تنقسم إلى جزئين: الأول هو ثلاثة أيام تذكارية لنقل جبل المقطم، والثاني هو أربعون يومًا تذكارية لصيام النبي موسى على الجبل لاستلام لوحي الشريعة. وهذا الكلام غير صحيح تمامًا، كما أوضحنا سابقًا من خلال البحث التاريخي. عند تتبع هذه الرواية، نجد أن أول من طرح هذا التفسير هو كتاب “اللؤلؤة البهية” الذي يتناول التراتيل الروحية والمدائح المتداولة في كنائس الكرازة المرقسية، والذي تم طباعته عام 1896. أما قبل هذا التاريخ، فلم يُذكر في أي مرجع تاريخي أو طقسي وجود الثلاثة أيام الخاصة بنقل جبل المقطم.