أرجأت أكبر شركة حديد وصلب في العالم خططًا لبدء إقحام الهيدروجين الأخضر في الصناعة، في ظل التقلبات التي تعصف بتقديرات التكلفة، ومستقبل هذا الوقود النظيف في أوروبا.
وبحسب تحديثات قطاع الهيدروجين لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن شركة أرسيلور ميتال (ArcelorMittal) كانت قد أعدّت حزمة مشروعات تهدف لخفض الكربون من محفظتها، ومن بينها مصانع للاختزال المباشر تعمل بالهيدروجين الأخضر بصفته وقودًا.
وقبيل اتخاذ قرارات الاستثمار النهائي في هذه المشروعات، أعلنت الشركة إرجاءها عن موعدها المحدد سلفًا، بحلول العام المقبل 2025.
ويعد تطبيق تقنية الاختزال المباشر للحديد اعتمادًا على وقود الهيدروجين الخيار الوحيد المتاح بهدف تخلُّص الصناعة من الكربون، خاصة مع دمجه في الأفران والمصاهر المشغلة بالكهرباء المتجددة.
دمج الهيدروجين في صناعة الصلب
أسّست أكبر شركة حديد وصلب في العالم خطّتها للتخلص من الكربون اعتمادًا دمج الهيدروجين الأخضر في الصناعة، على 3 عوامل رئيسة تساعد معًا في تيسير الاستثمار: السياسات، والتقنيات، والتطورات التي تشهدها السوق.
وبالنظر إلى العوامل الـ3 لخطة شركة أرسيلور ميتال، تتوافر لدى صنّاع السياسات الرغبة في استعمال المنتجين للهيدروجين المتجدد لإنتاج الحديد الأخضر، غير أن التكلفة المقدّرة في أوروبا لإنتاج الوقود النظيف ستؤدي إلى رفع أسعار الصلب.
وتفصيليًا، تتجاوز أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا 5 يورو (5.29 دولارًا أميركيًا)/كيلوغرام، ويتطلب تغطية هذه التكلفة تحميل المشتري المزيد من الأعباء المالية.
* اليورو = 1.06 دولارًا أميركيًا
ويسعى منتجو الصلب الأخضر لذلك بهدف تقليص الكربون، المقدَّر بما يتراوح بين 7 و8% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
ففي الطرق التقليدية المعروفة بمستويات تلوث مرتفعة، ينتج الحديد عبر فحم الكوك الغني بالكربون وحرقه في أفران الصهر لتوليد حرارة مرتفعة تُستعمل في استخراج الحديد وفصله عن خام أكسيد الحديد.
أمّا الإنتاج بالطرق النظيفة، فيقوم على استعمال الهيدروجين الأخضر في منشآت ومرافق الاختزال المباشر للحديد، ويُتيح ذلك إنتاج البخار (الحرارة المرتفعة اللازمة لفصل الحديد عن الخام) من تفاعل الهيدروجين مع الأكسجين.
شركة أرسيلور ميتال
قبل 3 سنوات، استهدفت شركة أرسيلور ميتال تشغيل مصانع الاختزال المباشر للحديد بوقود الهيدروجين بحلول العام المقبل 2025 في: فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا، تمهيدًا لبدء التشغيل في العام اللاحق له.
وتوقعت الشركة آنذاك أن تنخفض تكلفة الهيدروجين الأخضر من 3.5-5 دولارًا/كيلوغرام، إلى 1.5 دولارًا/كيلوغرام بحلول 2030.
ورغم التكلفة المنخفضة التي توقعتها الشركة لكيلوغرام الهيدروجين في نهاية العقد، فإنها رهنت ذلك بتلقّي الشركات والمنتجين دعمًا لخفض سعر الكيلوغرام إلى 1 دولار، وبدأت في تلقّي المنح الحكومية.
ومقابل ذلك، أقرّت الشركة بأن السياسات الأوروبية الحالية وسوق الطاقة لا يتلاءمان مع توقعاتها السابقة، في ظل تباطؤ تطوّر النظر إلى الهيدروجين الأخضر بوصفه وقودًا قابلًا للتطبيق في الاستعمالات التجارية والصناعية.
وكشفت تقديرات أكبر شركة حديد وصلب في العالم بأن تحديات التكلفة والسياسات قلّصت قدرتها على تنفيذ أهداف خفض الانبعاثات الكربونية، بنسبة 25% بحلول نهاية العقد.
الاختزال المباشر للحديد
طرح مطورون إمكان الاعتماد على الغاز الطبيعي في عملية الاختزال المباشر للحديد بدلًا من الهيدروجين الأخضر الأكثر تكلفة، غير أن هذا الخيار أيضًا واجه تشكيكًا من قبل شركة أرسيلور ميتال.
وترجع هذه الشكوك إلى أن مدى قدرة الوقود الانتقالي على المنافسة في السوق الأوروبية، ما يسبّب حالة من عدم اليقين في إمكان الاعتماد عليه.
ومن جانب آخر، تشهد السوق الأوروبية حالة من التباطؤ في جدية الاعتماد عليه بصفته وقودًا نظيفًا بديلًا، وفق ما نشره موقع هيدروجين إنسايتس.
وتتوقع شركة أرسيلور ميتال أن يشهد عام 2025 تطورات عدّة، من بينها مراجعات الكربون ومستقبل سوق الحديد والصلب والمعادن، حسب تحديث نشرته في موقعها الإلكتروني.
وتُشير إلى أن ما ستخلص إليه هذه المراجعات يمكن أن يتحول إلى مبادرة ذات معايير يمكن تطبيقها تجاريًا، خلال مرحلة تخلُّص الصناعات الثقيلة وكثيفة الاستهلاك من الكربون.
وأكدت الشركة ضرورة توافر رؤية متكاملة قبيل اتخاذ قرارات الاستثمار النهائي لمشروعات دمج وقود الهيدروجين في مصانع الصلب والاختزال المباشر للحديد، حتى تضمن قدرة صناعة الصلب الأوروبية على المنافسة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تأجيل أرسيلور ميتال قرارات الاستثمار النهائي لمشروعات الهيدروجين، من هيدروجين إنسايتس.
- تحديث أكبر شركة حديد وصلب في العالم لخطط التخلص من الكربون، بيان بموقع شركة أرسيلور ميتال.