افتتح الأهلي المصري مشواره في دور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا بالانتصار على ضيفه ستاد أبيدجان 4-2 في المباراة التي جمعت بين الفريقين على ستاد القاهرة الدولي بالعاصمة المصرية.
ونجح حامل اللقب في الفوز بفضل أهداف محمود كهربا "هدفين" ومحمد مجدي قفشة وحسين الشحات، بينما استقبلت شباك حارسه محمد الشناوي هدفين من كاسوم كوني وروجر أسالي ليحصد الفريق الأحمر أول ثلاثة نقاط في رصيده.
الأهلي المباشر
لا يوجد أفضل من اللعب المباشر عندما تواجه فريقًا لديه الكثير من المساحات الشاغرة في خط دفاعه. وأبرز ما ميز الأهلي اليوم هو لعبه المباشر الذي ينقل اللعب في تمريرتين أو ثلاثة بحد أقصى للخطوط الأمامية.
لم يفوت لاعبو العملاق القاهري الفرصة دون محاولة استغلال كل لقطة سواء في الهجمات المنظمة أو المرتدة، لكن الأخيرة كانت خطيرة في أغلبها بفعل النقل السريع جدًا للكرة إلى الثلث الأخير من الملعب، ومع توافر عددٍ كافٍ من أصحاب القمصان الحمراء كانت النهاية محتومة في الشباك أو على أقل تقدير بفرصة خطيرة.
لم يكتفِ الأهلي بتسجيل 3 أهداف ملعوبة لكنه صنع فرصًا أخرى كتلك الخطيرة التي أضاعها محمود كهربا أمام المرمى الخالي بعد تمريرة حسين الشحات أو التي كاد الأخير أن يسجل أو يصنع منها لكن حكم الراية حرمه من تلك اللقطة بعد تسلل غير موجود.
قفشة يتوهج واستخدام مثالي للأجنحة
مع توجه مباشر جدًا للعب كما فعل الأهلي، كان محمد مجدي قفشة هو الرجل المنشود. ربما يتفوق إمام عاشور في إمكانياته على صاحب هدف نهائي القرن لكن قفشة أكثر جدية واستغل ابتعاد عاشور عن مستواه في الفترة الماضية ليبرهن عما يمتلكه.
كان قفشة هو ضابط ميزان هجمات الأهلي، فهو الرجل الذي يتراجع لإرسال يحيى عطية الله إلى المساحة الشاسعة في جبهة الإيفواريين اليمنى، وهو الرجل الذي ينتظر في العمق عودة الكرة من الأطراف ليكون صاحب التمريرة المفتاحية المؤثرة إلى داخل منطقة الجزاء.
وعلى ذكر الأمر الأخير، فإن الأهلي كان يبدأ كثيرا من هجماته باستراتيجية مكررة وهي إرسال الكرات القطرية على الأطراف لجناحي الفريق خاصة حسين الشحات، ومن ثم يتحرك الجناح للعمق لتهيأة الكرة لقفشة ومن ثم يتم إطلاق العنان لارتجال منظم ناتج عن زيادة عدد لاعبي الهجوم في العمق، فلا يكتفي كولر بدخول الشحات للعمق بل يكون طاهر هو الآخر قادم من الجانب الآخر. ومع أسلوب لعب كهربا غير المتمركز في العمق باستمرار فإن اللامركزية تكون حاضرة بين الرباعي الأمامي الذي يتمركز أحيانًا في العمق من البداية وتُرسل القطريات إلى يحيى عطية الله وبنسبة أقل لخالد عبد الفتاح.
استفاد الأهلي من تلك الاستراتيجية في تسجيل هدف حسين الشحات تحديدًا كما كان الهدف الأول فيه تبادل واضح في المراكز بين قفشة وطاهر من جهة وبين كهربا والشحات من جهة أخرى.
مشاكل دفاعية واضحة وتمركز ركنية "دقة قديمة"!
في مباراة كهذه وأمام منافس كهذا، كان يُنتظر أن يقدم الأهلي مستوى دفاعيا أفضل من ذلك الذي ظهر عليه الفريق في الشوط الثاني وكذلك في بعض لقطات الشوط الأول.
مبدئيًا حاول الأهلي فرض ضغطٍ عالٍ على عناصر الضيوف الإيفواريين، وصحيح أنه نجح في بعض الأحيان لكن كانت هناك هوة كبيرة جدًا بين الرباعي الأمامي وثنائي ارتكاز الوسط المتراجع للخلف لتصير هناك محطة لستاد أبيدجان بمجرد هروب أكا أو نيامبا خلف خط الضغط وتسلمهم للكرات ثم إرسالها للأطراف الخطيرين كوري وأسالي. فإن كان الأهلي يريد ضغطًا عاليًا فعليه أن يكون هذا الأمر أكثر جماعية بدلًا من إهدار الطاقة بلا طائل وبل خسارة عدة لاعبين أثناء المرتدة.
الأمر الثاني هو أنه أصبح من النادر في العصر الحالي أن نشاهد فريقًا يضع أحد اللاعبين على قائمي المرمى كما يفعل محمد الشناوي مع يحيى عطية الله تجنبًا لتغطية التسلل
الأنكى من ذلك هو أن دفاع الفريق لم يكتفِ بذلك التمركز "الدقة القديمة" بل لم يصعد لاعبوه بسرعة عقب تنفيذ الركنية فبقى عطية الله في مكانه تقريبًا وزاد عليه ياسر إبراهيم بعدم التحرك للأمام سريعًا ما وضع الفريق في موقف هش للتصدي لأية كرة طائشة كتلك التي سجل منها فريق العاصمة الإيفوارية هدفه الثاني الذي منح الضيوف بعض الأمل والتحسن الواضح في المستوى الهجومي.
ليهددوا مرمى المارد الأحمر بفرصة أو اثنتين أبرزهما تلك الكرة التي أطلقها كوري فاصطدمت بزاوية القائم مع العارضة والتي كادت أن تشعل الأجواء بينما عاب الفريق الأحمر إهدار المزيد من الفرص كالفرصة الهائلة التي أضاعها كهربا ليضيع فرصة تسجيل الهاتريك بعد هدفين أعادا الثقة إليه.
محترفون للدكة، ورسالة إلى عاشور
لعب الأهلي المباراة بمحترف واحد في تشكيلته هو يحيى عطية الله بينما جلس بيرسي تاو ورضا سليم على الدكة في قرار منطقي تمامًا من مارسيل كولر بالنظر للمستوى الأفضل الذي يقدمه طاهر محمد طاهر وحسين الشحات.
بينما كان كولر يرسل رسالة مبطنة إلى إمام عاشور بعدما أرسله مع باقي اللاعبين للتسخين لكنه لم يدفع به حتى مع إجراء الفريق لخمسة تبديلات تضمنت مشاركة لاعبي الوسط أحمد نبيل كوكا وصاحب الدقائق القليلة عمر الساعي.
ومع المستوى الجيد جدًا الذي قدمه محمد مجدي قفشة فإنه يُفترض أن تكون الرسالة قد وصلت إلى عاشور جيدًا ما لم يكن قد نسي هاتفه في المنزل!