تشهد غرفة الطوارئ دائما حالة من الزحام لكثرة الحالات الطارئة التي تنتظر علاجًا سريعًا، لكن ما كانت شهدته غرفة الطوارئ بإحدى مستشفيات منيا القمح في تلك الليلة كان حدثًا مأساويًا غير متوقع راحت ضحيته سيدة عجوز انتهت حياتها.
5 ساعات في الطوارئ
حضرت السيدة المتوفاة التي كانت تبلغ من العملا 62 عام برفقة نجلتها لقسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى تعاني من آلام شديدة بمنطقة الصدر، وحال عدم وجود طبيب متخصص بأمراض الباطنة والقلب بالقسم، كانت هذه المراحل التي واجهتها في ساعاتها الأخيرة.
- تم مناظرتها من أخصائي طب الأطفال المتواجد بالقسم، وإجراء رسم قلب وتحليل إنزيمات القلب
- قام بدوره بإرسال نتائج الفحوص للمتهم الثالث على هاتفه المحمول عبر تطبيق "WhatsApp"
- بناءً على طلب الأخير نظرًا لمغادرته المستشفى وتوجهه لاستراحة الأطباء والذي وجه بإعطائها بعض الأدوية التي لا تتناسب مع طبيعة الحالة ودون أن يقوم بمناظرتها وتوقيع الكشف الطبي الصحيح عليها
- ظلت المريضة دون تقديم الرعاية الطبية اللازمة ولمدة تقارب ثلاث ساعات حتى مرور أحد الأطباء من غير المكلفين بالعمل في القسم في ذلك اليوم والذي لاحظ خطورة الحالة وطلب على الفور إجراء فحص بالموجات الصوتية على عضلة القلب
- إلا أنه عند اصطحاب الممرضة للحالة لإجراء الفحص ناظرها المتهم الرابع – أخصائي القلب - والذي قام بإلغاء عمل الفحص اللازم طالبًا من الممرضة المسئولة عن الحالة عرضها على قسم الجراحة لعدم وجود مشكلة بالقلب وعدم الحاجة للفحص المطلوب.
مأساة عجوز
عقب ذلك حدث توقف مفاجئ لعضلة القلب للمريضة بعد أن ظلت لمدة تقارب الخمس ساعات دون تشخيص صحيح وهو ما استتبعه عدم تلقيها العلاج اللازم لمثل تلك الحالة رغم خطورتها، فتم عمل إنعاش قلبي رئوي استجابت له المذكورة ونُقلت إلى قسم عناية القلب حيث قام فريق العناية المركزة بكافة الإجراءات المتبعة طبيًا للتعامل مع الحالة وإجراء فحص الموجات الصوتية على القلب والذي أظهر توقف بطيني ناتج عن مشكلة بالشرايين التاجية وجلطة غير مكتملة، فتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي لمدة يومين حتى توفاها الله.
إحالة أطباء للتأديبية
أحالت النيابة الإدارية بمنيا القمح 4 أطباء وممرضة إلى المحاكمة التأديبية، شملت قائمة الاتهام كل مما يلي:
- المدير الطبي، مشرف قسم الاستقبال، طبيب الباطنة، أخصائي أمراض القلب، ممرضة بالمستشفى.
- المتهم الأول (المدير الطبي) أهمل في أعمال الإشراف على المتهم الثاني.
- المتهم الثاني أهمل الإشراف على أعمال قسم الطوارئ؛ مما كان من تبعاته تكليف طبيب غير مختص، وإعطائها أدوية غير مناسبة وبقائها دون رعاية لعدة ساعات.
- المتهم الثالث - غادر مكان عمله، وترك مناظرتها لطبيب الأطفال مكتفيًا بمتابعة الحالة عبر تطبيق "WhatsApp".
- المتهم الرابع - حال دون إجراء تشخيص صحيح للحالة، وأوصى بإعطائها أدوية دون التأكد من سلامة قلبها.
- المتهمة الخامسة - ممرضة: أدلت بأقوال غير صحيحة أمام النيابة للتستر على الطبيب.