أظهرت دراسة دولية حديثة، أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام لديهم مستويات أعلى من نوع معين من بكتيريا الأمعاء مقارنة بأولئك الذين لا يتناولونها. الدراسة، التي نُشرت في مجلة نيتشر ميكروبيولوجي، اعتمدت على تحليل عينات براز ودم لعشرات الآلاف من المشاركين، بهدف استكشاف تأثير القهوة على الميكروبيوم المعوي.
ما هو الميكروبيوم المعوي؟
الميكروبيوم المعوي هو مجتمع من البكتيريا، الفطريات، والخمائر التي تعيش في الجهاز الهضمي، وتلعب دورًا حيويًا في هضم الطعام، تعزيز المناعة، والحفاظ على الصحة العامة. على الرغم من الأبحاث المكثفة، لا تزال العلاقة بين استهلاك الطعام أو المشروبات وصحة الميكروبيوم غير مفهومة تمامًا.
تفاصيل الدراسة
قام الباحثون بتحليل بيانات تعود إلى نحو 22، 800 مشارك من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إضافة إلى 54، 200 شخص من 211 مجموعة دراسية حول العالم. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تشمل من يشربون القهوة بانتظام، والثانية تضم من لا يتناولونها.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يشربون القهوة يمتلكون كميات أكبر من نوع محدد من البكتيريا يُعرف باسم "لاوسونيباكتير أسكاروليتكوس". في بعض الحالات، كانت مستويات هذه البكتيريا لدى شُرّاب القهوة أعلى بثمانية أضعاف مقارنة بغيرهم، وهو نمط لوحظ عالميًا.
تأثيرات القهوة على الميكروبيوم
لم يتوصل الباحثون بعد إلى فهم دقيق لتأثير المستويات المرتفعة من هذه البكتيريا على صحة الإنسان. ومع ذلك، يعتقدون أن هذا النوع من البكتيريا قد يكون مرتبطًا بالفوائد الصحية المنسوبة لشرب القهوة، مثل تحسين صحة القلب والأمعاء.
تُسلط الدراسة الضوء على إمكانية أن يكون للطعام والمشروبات اليومية تأثير كبير على الميكروبيوم المعوي وصحة الإنسان. ويشير الباحثون إلى أن تأثير تناول مشروب واحد، مثل القهوة، قد يكون له آثار بعيدة المدى على الجهاز الهضمي.
يدعو الفريق البحثي إلى إجراء مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين استهلاك القهوة والمكونات المحددة للميكروبيوم، إضافة إلى تحديد الفوائد الصحية المحتملة لتعزيز هذه العلاقة بشكل أكبر.