أوضح محمد الشيخ بيد الله، الوزير السابق والأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة، أن “الإجرام” و”الإبادة”، اللذين يشاهدهما العالم في فلسطين ولبنان على أيدي إسرائيل، يمثلان “موروثا للحضارة الغربية”، مؤكدا أن هذا الوضع “مخيف ويضع على المغرب ضغوطات كبيرة جدا”.
وقال بيد الله، في ندوة نظمها مركز عبد المالك السعدي للدراسات والأبحاث القانونية بطنجة، اليوم السبت، تحت عنوان “من البوغاز.. قضية الوحدة الترابية بعيون صحراوية”، إن “الإجرام الذي نشاهده أمامنا اليوم في غزة ولبنان موروث عن الحضارة الغربية”.
وأضاف أن “ربنا جعلنا في مأمن من هذه الجرائم لأننا كنا دولة وحضارة كبيرة لا ينكرها التاريخ”، مسجلا أن الدول الغربية اقترفت جرائم وأبادت شعوبا وقبائل في إفريقيا وأمريكا.
وأشار السياسي المخضرم إلى أن مؤتمر برلين لسنة 1884، الذي وزع فيه الأوروبيون القارة الإفريقية، كان تاريخ استعمار الصحراء المغربية، مضيفا أن “بلجيكا احتلت مليون كيلومتر مربع في إفريقيا و25 كيلومترا في البحر، وارتكبت إبادة لقبائل كاملة في ناميبيا”. كما أبرز أن جنود بلجيكا “كانوا يقتلون 320 شخصا في اليوم، وأحدثوا إبادة كبيرة جدا لقبيلة النانا”.
وتابع قائلا: “كنا الدولة الإفريقية الوحيدة قائمة الذات من البحر الأبيض المتوسط حتى تخوم مالي”، مضيفا أن خوف الأوروبيين من المغرب “جعلنا لا نعيش ما عاشته بعض شعوب لأن حضارات كبيرة وعريقة قضى عليها الأوروبيون، وعلى أنقاض وأرواح هذه الحضارات بنى حضارته”.
وسجل أن السياق الذي يعيشه المغرب في الوقت الراهن يتسم بالدقة والحساسية، مضيفا “نعيش تحت ضغط كبير لحرب الإبادة التي تمر منها فلسطين ولبنان”.
ولفت بيد الله إلى أن العالم يواجه “تهديدات نووية كبيرة من روسيا للعالم الغربي، يمكن أن تنتقل إلى حرب عالمية ثالثة”. وتابع قائلا: “نحن في حرب عالمية باردة، ولكن تهديدات بوتين وروسيا ليوم أمس، والأسلحة الاستراتيجية التي كشفت عنها مخيفة، إذ تقطع الصواريخ المسافة من روسيا إلى باريس في 10 دقائق، ومنها إلى برلين في 11 دقيقة، ومنها إلى لندن في ظرف 15 دقيقة، وهذا ظرف خطير جدا”.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أوضح المتحدث ذاته أن الوضع الراهن والواقع “يبين أننا ربحنا الحرب والأرض، والسكان مندمجون ويشتغلون كجميع المغاربة ويدبرون شؤونهم بأنفسهم”، مؤكدا أن “البنية التحتية في الصحراء تطورت، والبنية الفوقية، وهي الأهم، بدورها تغيرت ولدينا جامعات ومدارس مهندسين في مدن الصحراء المغربية، وهناك تغيير كبير جدا”.
وأكد أن الدول التي كانت تعترف بالجمهورية الوهمية “انسلخت عن اعترافها، والبارحة سحبت بنما اعترافها، ولدينا أكثر من 30 تمثيلية في الداخلة والعيون، وهناك تغيير كبير وسريع جدا”.
وأبرز أنه في ظرف 4 أو 5 سنوات “تغير ميزان القوى بيننا وبين الناس الطامعين في الصحراء، وهم الجزائر”، مشيرا إلى أن “الجارة الشرقية كانت تحلم بإيجاد منفذ قار على المحيط الأطلسي، والأهم من ذلك تريد إقامة حاجز بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، وهو دويلة تكون رهن إشارتها وتحت إمرتها”، وهو الأمر الذي لم تحصد فيه إلا الفشل والخيبة، يضيف بيد الله.