يقف القطاع الصحي في غزة على حافة الانهيار، حيث أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية تحذيرات عاجلة من توقف جميع المستشفيات عن العمل خلال 48 ساعة المقبلة إذا لم يتم إدخال الوقود اللازم لتشغيل المولدات. في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق، تبدو الأزمة أكبر من أن تتحملها مرافق صحية متدهورة أصلًا بسبب سنوات من الحروب والتصعيد المستمر.
في مؤتمر صحفي عقد في مدينة خان يونس، قال المدير العام للمستشفيات الميدانية، الدكتور مروان الهمص: "نوجه إنذارًا عاجلًا للعالم. مستشفيات قطاع غزة على وشك التوقف عن العمل أو تقليص خدماتها بشكل كبير إذا استمر الاحتلال في منع دخول الوقود". وأضاف: "ندعو المؤسسات الدولية إلى التدخل الفوري لإدخال الوقود والأدوية والاحتياجات الأساسية".
استهداف ممنهج للبنية التحتية الصحية
تفاقمت الأزمة مع تعرض مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة لقصف إسرائيلي أدى إلى إصابة ستة من الكوادر الطبية، بعضها إصابات خطيرة، وتدمير المولد الكهربائي الرئيسي وخزانات المياه. ويعاني المستشفى، الذي يضم 80 مريضًا، بينهم ثمانية في العناية المركزة، من انقطاع الكهرباء والمياه، مما يهدد حياة المرضى والطواقم الطبية.
وزارة الصحة أوضحت أن الهجوم على مستشفى كمال عدوان يمثل تصعيدًا خطيرًا، ويأتي في إطار استهداف ممنهج للمرافق الصحية، مما يجعل الخدمات الطبية في القطاع تواجه شللًا كاملًا.
نداءات استغاثة للمجتمع الدولي
توجهت وزارة الصحة بنداءات عاجلة إلى المؤسسات الدولية لاستغلال قرارات المحكمة الجنائية الدولية والضغط على إسرائيل لوقف ما وصفته بـ"جرائم الإبادة الجماعية". وطالبت الوزارة بإرسال وفود طبية عاجلة إلى القطاع لدعم الكوادر الطبية المنهكة، لا سيما في شمال غزة، حيث الكارثة الإنسانية الأكبر.
وأكد الدكتور الهمص: "نطالب بتحرك دولي فوري. استمرار الحصار سيؤدي إلى كارثة صحية غير مسبوقة". ودعا إلى استغلال الضغط الدولي لإجبار إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين والمرافق الصحية.
أزمة إنسانية متفاقمة
لا تقتصر الأزمة على نقص الوقود، بل يعاني القطاع الصحي في غزة من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، مما يفاقم من معاناة المرضى. منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر 2023، شهدت غزة تدهورًا سريعًا في الأوضاع الإنسانية مع استهداف البنية التحتية والمرافق الحيوية.
تقارير منظمات حقوقية دولية أكدت أن السكان في غزة يعانون من نقص شديد في الغذاء والماء والكهرباء، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار الحصار والتصعيد العسكري سيؤدي إلى "كارثة إنسانية شاملة".
إدانة دولية ودعوات لفتح ممرات إنسانية
أثارت الأوضاع المتدهورة في غزة إدانات دولية واسعة. ودعت منظمات إنسانية إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة والسماح بإدخال الوقود والإمدادات الطبية. كما دعت بعض الدول إلى وقف فوري لإطلاق النار لضمان إيصال المساعدات وإنقاذ الأرواح.
في هذا السياق، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا أكدت فيه أن غزة تواجه "وضعًا إنسانيًا غير مسبوق"، وحذرت من أن نقص الوقود سيؤدي إلى إغلاق المستشفيات ووفاة المئات من المرضى.