بدا الإسباني ماركيز لوبيز مدرب العنابي، وكأنه يحاول وضع هالة حصانة لنفسه عقب الخسارة الثقيلة التي مني بها المنتخب القطري من نظيره الإماراتي بخماسية نظيفة، في الجولة السادسة من منافسات المجموعة الأولى للمرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026.
الرجل ألقى باللائمة على اللاعبين خلال تبريره لتلك الخسارة التي بددت آمال العنابي في التأهل المباشر إلى المونديال عن المجموعة، عندما قال في المؤتمر الصحفي إن المنتخب دفع ثمن الأخطاء الفردية للاعبين، في إشارة إلى الأهداف التي تلقاها المنتخب خلال المباراة!
ولعل في التصريح ضمنيًا، قطع حبل الود مع اللاعبين ومع المنتخب ككل، لأن المدرب إن كان يريد الحفاظ على العلاقة مع لاعبيه، لا يمكن أن يقول هذا الكلام خصوصًا أنه مجتزأ من كامل الحقيقة التي تقول إن المنتخب القطري لم يفقد الأمل في التأهل المباشر فقط عقب مباراة الإمارات، بل إن المسألة كانت عبارة عن كرة ثلج تضاعفت بالتدحرج، في وقت اكتفى فيه لوبيز بالمشاهدة وترديد مقولة (لن أغير أفكاري).
كيف اعترف ماركيز لوبيز بالوقوع في الفخ؟
ووفقًا للمثل الشهير "من فمك أدينك" فقد قال ماركيز لوبيز في المؤتمر الصحفي عقب المباراة كلامًا يدينه، ويؤكد بأنه عندما تحدث عن أخطاء اللاعبين الفردية تناسى أخطاءه هو!
لسنا بصدد تغطية الشمس بغربال لنقول إن اللاعبين لم يرتكبوا أخطاء فردية في المباراة تسببت ببعض الأهداف التي استقبلها المنتخب، لكننا بصدد حديث المدرب عندما قال نصاً: "كنا نخطط لدخول المواجهة بطريقة تكتيكية مختلفة، لكن الهدف المبكر الذي تلقيناه أربك كل الحسابات، والحقيقة أن المنتخب الإماراتي تفوق علينا في الكثير من التفاصيل" انتهى الاقتباس.
وفي هذا الكلام ما يؤكد ما كنا في موقع winwin قد ذهبنا إليه في تحليل المباراة عندما أشرنا إلى إن كلا المنتخبين سعى لترك الكرة للآخر، من أجل الاعتماد على التحولات التي يجيدها المنتخب الإماراتي بحكم الخطة التي يتبناها المدرب البرتغالي باولو بينتو، ويريد المنتخب القطري تطبيقها بعد نجاحها في الشوط الأول من مباراة أوزبكستان.. لكن في النهاية من الذي طبق ما يريد؟ إنه بينتو طبعًا.
السبب أن الهدف المبكر الذي سجله المنتخب الإماراتي، جعل ماركيز لوبيز يتخلى عن الفكرة الأساسية بعد أربع دقائق فقط، وينطلق نحو الهجوم، تاركًا المساحات التي كان المنتخب الإماراتي يستثمرها، بدليل أن كل مرتدة كانت تصنع خطورة حتى جاء الهدف الثاني ثم الثالث بذات الطريقة.
لِمَ الاندفاع مع أن الفارق هدف؟
ألم يكن أولى بالمدرب ماركيز لوبيز أن يحافظ على ذات الخطة الأساسية رغم التأخر بالهدف، من خلال التوازن على الأقل بتحديد مناطق الضغط ومناطق الإسناد الهجومي؟.. طبعًا كان بمقدوره؛ لكنه اختار العودة إلى فكره الذي لا يحبذ تغييره، كما ظل يردد دومًا ويقول (لن أغيّر أفكاري) وهي ذات الأفكار التي تسببت في خسارتين وتعادل مخيب في أول أربع مباريات، حتى أُجبر على التغيير في مباراة أوزبكستان وفاز المنتخب.
اللاعبون ينفذون تعليمات المدرب الذي اختار فتح اللعب لتعويض التأخر بهدف، وهو الخيار الذي كشف الخط الخلفي في عديد المناسبات، فكان من الطبيعي أن يقع اللاعبون في أخطاء فردية بالتغطية الدفاعية، لكن الحقيقة أن الأسلوب الذي تبناه ماركيز لوبيز هو الذي ساعد المنتخب الإماراتي في كسب الأفضلية من خلال الفاعلية والنجاعة بالتحولات السريعة عبر ثلاث تمريرات فقط، وليس بالاستحواذ العقيم وترك المساحات أمام الخط الخلفي، فنسبة استحواذ الأبيض لم تزد عن 32 % مقابل 68% للعنابي، بيد أن المنتخب الإماراتي صنع تسع فرص خطرة على المرمى.
الخلاصة أن المدرب وقع في الفخ خلال المباراة، ثم اعترف بالوقوع بالفخ بعد المباراة في المؤتمر الصحفي، وعلق الشماعة على أخطاء فردية ارتكبها اللاعبون، وتناسى أخطاءه.