أكد حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين رئيس لجنة الشئون العربية أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين مصر وتونس، فتاريخ الدولتين شهد انتقال عاصمة الفاطميين من المهدية التونسية إلى القاهرة، ومعها نقلت الآثار الإسلامية والعمارة الفاطمية إليها، ومن جامع الزيتونة فى تونس إلى الأزهر الشريف تواصل الفكر الإسلامى المعتدل والمستنير بين البلدين.
وقال الزناتى فى بداية الحوار المفتوح الذى أعدته لجنة الشئون العربية بالنقابة لسفير تونس بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية محمد بن يوسف أن مصر كانت من أولى الدول التى دعمت الكفاح التونسى ضد الاستعمار الفرنسى ، رغم أنها كانت تقع تحت الاستعمار البريطانى منذ 1882، لكنها ساندت الحركة الوطنية التونسية، وبعدها شهدت العلاقات بين مصر وتونس توافقًا منذ ثورة 23 يوليو 1952 ولعبت مصر دورًا واضحاً فى دعم الحركة الوطنية التونسية واستمرت فى مساندة كفاحها ضد الاحتلال وتبنت قضيتها فى مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، وكانت دائماً معها، حتى حصلت تونس على استقلالها بموجب الاتفاقية التونسية الفرنسية فى مارس 1956.
وعلى الجانب الآخر كان موقف تونس مؤيدًا تمامًا لقرار الحكومة المصرية بتأميم قناة السويس، كما وقفت تونس إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثى عليها، بل وشاركت معها فى حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، وأيضًا فى حرب أكتوبر1973.
وأضاف وكيل نقابة الصحفيين : أنه وكما جمعت هذه القواسم المشتركة بين البلدين فى التاريخ الحديث، فقد واجهتا العديد من التحديات الصعبة ، فى التاريخ المعاصر حيث شهدتا أولى أحداث ماسمى بدول الربيع العربي، ومعها كانت تجربة إندلاع ثورتى الياسمين في تونس، ثم 25 يناير في مصر، وبالتزامن أيضاً شهدت الدولتين بعدها ظهور القوى الإسلامية علي الساحة السياسية لهما ووصولها للسلطة ، ثم فشلها في الإدارة، مما أدى برغبة شديدة لدى الشعبين فى تغيير النظام، وهو ماحدث فى تونس بإقامة انتخابات، وفي مصر بإندلاع ثورة 30 يونيه 2013.
أما الآن فمازالت تتسم العلاقات السياسية بين مصر وتونس بالقوة والمتانة ويسودها التفاهم ولا توجد عقبات تعترض مسار هذه العلاقات وهو ماينعكس في المواقف المتشابهة التي تتبناها الدولتان تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتطورات الأزمة الليبية باعتبارهما دولتى جوار والوضع في السودان ، وغيرها من القضايا .
واستضافت لجنة الشئون العربية، السيد محمد بن يوسف سفير تونس ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية بالقاهرة في حوار مفتوح تحت عنوان ومصر وتونس وتحديات وطموحات مشتركة.
وعبر السفير محمد بن يوسف سفير تونس بالقاهرة عن سعادته باستضافة نقابة الصحفيين له في حوار مفتوح تنظمه لجنة الشئون العربية والخارجية برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي كما أتوجه بالشكر لنقابة الصحفيين ونقيبها الأستاذ خالد البلشى.
وأوضح السفير محمد بن يوسف عن عمق العلاقات بين مصر وتونس علي مر العصور وأكد أنها علاقة تاريخية منذ الدولة الفاطمية وأضاف أن هناك تشابه كبير بين مصر وتونس في الانفتاح الثقافي عبر التاريخ.
وأشار ان التاريخ ملئ بالعلاقات بين البلدين وكانت العلاقات دائماً موصولة حتي ولو كانت هناك خلافات وجهات نظر والشعب التونسي منذ صغره وهو يتعلم علي حب مصر وثقافتها وانفتاحها المتحضرة.
وأشار إن نسبة مستوي التعليم العالي كبيرة في تونس مثل مصر يوجد بها نسبة كبيرة وتونس هي أول دولة كانت اندلعت منها ثورة الربيع العربي ١٤ يناير
وكشف أن السنوات الأخير شهدت فيها العلاقات بين البلدين في أبهى مظاهرها وخاصة بعد زيارة رئيس تونس قيس السعيد للقاهرة في أبريل الماضي ولقائه بالرئيس السيسي وذلك تعد زيارة تاريخياً وتظهر حجم قوة العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن أمن تونس هو من أمن مصر وأن أمن تونس هو أيضا من أمن مصر فضلًا أن انعقاد اللجان المشتركة بشكل دائم بين مصر وتونس لإزالة أي عوائق تؤثر على العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن المستوي السياسي متميز جدا بين مصر وتونس ووزير الخارجية تونس عندما يأتي لاجتماع جامعة الدول العربية يحرص دايما أن يكون لقاء مع نظيرة المصر و قريباً جداً نعد لزيارة لوزير الخارجية المصري لتونس في القريب العاجل وبشكل عام العلاقات في أبهى مظاهرها
اما حجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تطور ولم تجسد بشكل وأوضح مثل العلاقات السياسية وهذا الذي نعمل عليه خلال الفترة المقبلة لزيادتها.