تستمر جهود زيادة إنتاج النفط الليبي الذي يواصل الصعود بمعدلات مرتفعة منذ عودته بعد رفع حالة القوة القاهرة عن الحقول والمواني في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكّد رئيس مؤسسة النفط الليبية، فرحات بن قدارة، ضرورة إنجاز خطة رفع معدل إنتاج النفط إلى 1.4 مليون برميل يوميًا بنهاية العام الجاري 2024، التي أُقِرت في اجتماعات الجمعية العمومية العام الماضي.
وأشار بن قدارة، خلال اجتماع حضره رؤساء لجان الشركات المنتجة، اليوم الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إلى أهمية تكثيف الجهود لتعويض الاحتياطي المنتج من خلال النشاط الاستكشافي والمسح السيزمي.
وتتضمّن خطة زيادة إنتاج النفط الليبي إلى نحو مليوني برميل يوميًا، في غضون 3 سنوات، الوصول إلى معدل إنتاج يبلغ مليونًا و400 ألف برميل يوميًا من النفط والمكثفات، بحلول نهاية العام الجاري، على أن يرتفع إلى 1.5 مليون برميل يوميًا بنهاية العام المقبل 2025.
عوامل دعم زيادة إنتاج النفط الليبي
يُمثّل رفع كفاءة إدارة مكامن النفط والغاز أحد أهم عوامل دعم زيادة إنتاج النفط الليبي، بما في ذلك المحافظة على ضغط المكامن ومتابعتها بشكل دوري، حسبما أكّد بن قدارة في بيان نشره موقع المؤسسة الليبية للنفط.
وأكد رؤساء لجان الشركات المنتجة، خلال الاجتماع، أن وتيرة الإنتاج تتوافق مع الخطة المقررة للوصول إلى مستهدفات زيادته إلى 1.4 مليون برميل يوميًا قبل نهاية العام الجاري.
ولفت بن قدارة إلى أهمية منح العاملين في المواقع كافّة، ولا سيما الحقول، أولوية قصوى، من خلال تكثيف برامج التدريب ونقل الخبرات، بالإضافة إلى تعزيز معايير السلامة، وحماية البيئة، والصحة المهنية للعاملين، مُشيدًا بجهود الشركات المنتجة، وحرصها على تحقيق الأهداف، في إطار الجدول الزمني المُحدد.
واستُعرضت، خلال الاجتماع، تقارير سير العمل في الحقول والمواني النفطية، متضمنة معدلات الإنتاج، ونسب الزيادة اليومية في إنتاج ليبيا من النفط الخام والمكثفات، بالإضافة إلى أبرز التحديات التي تواجه الشركات.
معدل إنتاج النفط الليبي
يواصل معدل إنتاج النفط الليبي الارتفاع بوتيرة متسارعة مُحققًا طفرة ملحوظة، مُقتربًا من بلوغ مستهدفاته عند مستوى 1.4 مليون برميل يوميًا، بحلول نهاية العام الجاري.
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، صعد الإنتاج إلى نحو مليون و374 ألفًا و118 برميلًا يوميًا، بزيادة عن حجم إنتاج، يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني، تُعد الأكبر في سجلات إنتاج النفط الليبي منذ أكثر من 10 أعوام، إذ بلغت نحو 37 ألفًا و701 برميل يوميًا.
ونتيجة لذلك، قادت الزيادة في إنتاج النفط الليبي ارتفاع إنتاج أوبك+ النفطي، في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بمقدار 215 ألف برميل يوميًا، بعد انخفاضه شهرين متتاليين، وفق تحديثات إنتاج المنظمة لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغ إنتاج النفط الليبي نحو 1.096 مليون برميل يوميًا، فيما سجّل متوسط إنتاج النفط، خلال العام الماضي (2023)، نحو 1.2 مليون برميل يوميًا.
مؤسسة النفط الليبية
تعمل مؤسسة النفط الليبية على تنفيذ خطة إستراتيجية تهدف إلى زيادة معدلات إنتاج الشركات التابعة لها؛ تتضمّن حفر آبار جديدة وإجراء عمليات الصيانة اللازمة للآبار المُنتجة.
وتشمل خطة حفر الآبار الجديدة وصيانة الآبار المُنتجة عددًا من البرامج؛ منها حفر ما يزيد على 150 بئرًا جديدة، وتنفيذ أعمال صيانة في أكثر من 1300 بئر، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات التي ستُسهم في رفع إنتاج النفط الليبي.
كما تتضمّن خطة المؤسسة إعادة تشغيل الحقول المتوقفة، التي دُمّرت على يد الجماعات المتطرفة، مثل الظهرة، والباهي، والمبروك، والطهارة، بالإضافة إلى عدد من المحطات في منطقة 74 غرب حوض سرت، بطاقة إنتاجية إجمالية تتجاوز 50 ألف برميل يوميًا.
وتدعم عودة الشركات الأجنبية للتنقيب عن النفط في ليبيا مستهدفات زيادة الإنتاج، إذ استأنفت شركتا إيني الإيطالية، والنفط البريطانية بي بي، في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنشطتهما الاستكشافية في ليبيا بعد توقف عمليات الحفر في المنطقة البرية منذ عام 2014.
وفي السياق ذاته، تبعت شركة "أو إم في" النمساوية (OMV) إيني وبي بي، في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالاستمرار في أنشطتها لدى ليبيا، لتصبح ثالث شركة أجنبية تعود إلى التنقيب عن النفط في البلاد خلال أسبوع، وفق بيان نشره موقع مؤسسة النفط الليبية.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الجاري، ناقشت شركة ريبسول مرزق، في اجتماع مع إدارة الاستكشاف لدى مؤسسة النفط، نشاطها الاستكشافي خلال العام الجاري، بالإضافة إلى الأعمال المقترح تنفيذها في العام المقبل 2025.
كما ناقش الاجتماع الإعداد لعمليات حفر البئر الاستكشافية أ1-02/30 (مؤمل النسر)، التي يُتوقع أن تبدأ نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، واستُعرضت الاستعدادات لحفر 6 آبار استكشافية أخرى، خلال العام المقبل 2025.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..