تتزايد التحذيرات الأميركية الموجهة إلى الحكومة العراقية من هجمات إسرائيلية محتملة على بغداد، في ظل استمرار هجمات فصائل عراقية مسلحة ضد إسرائيل. مصادر مطلعة أكدت أن واشنطن أبلغت بغداد بأنها استنفدت جميع وسائل الضغط على إسرائيل لوقف تنفيذ هذه الضربات، وطالبت الحكومة العراقية بمنع الهجمات المنطلقة من أراضيها بسرعة.
ضربات وشيكة وتدابير عراقية
وفقًا لمصادر أمنية، فإن الضربات الإسرائيلية قد تكون وشيكة إذا لم تتخذ بغداد خطوات فعّالة لمنع الفصائل المسلحة من استهداف إسرائيل. الحكومة العراقية، من جانبها، أعلنت اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتعامل مع أي اعتداء محتمل، كما أطلع رئيس الوزراء العراقي القوى السياسية على خطورة الوضع.
في الوقت ذاته، عبرت بغداد عن رفضها القاطع للشكوى الإسرائيلية التي قُدمت إلى الأمم المتحدة، ووصفتها بمحاولة لتبرير عدوان محتمل. وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، يحيى رسول، أن مجلس الأمن الوطني شدد على أن العراق يرفض بشكل قاطع تهديدات إسرائيل وتدخلها في الشؤون العراقية.
تصعيد واتهامات متبادلة
وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أعلن في وقت سابق أنه وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يطالب فيها بالضغط على العراق لوقف الهجمات التي تُشن من أراضيه بواسطة "ميليشيات موالية لإيران". من جهتها، نفت بغداد هذه الاتهامات، مؤكدة أن قرار الحرب والسلم يبقى من اختصاص الحكومة العراقية وحدها، وأنها تعمل على منع أي استخدام للأراضي العراقية كقاعدة للهجمات.
استهداف متكرر وتصعيد إقليمي
في الأشهر الأخيرة، أعلنت فصائل عراقية مسلحة، تُعرف باسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، عن تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف إسرائيلية، في إطار دعمها لقطاع غزة. وردّت إسرائيل باعتراض العديد من هذه الطائرات، كما أعلنت عن مقتل جنديين إسرائيليين في أكتوبر الماضي جراء هجوم مسيّرة قادمة من العراق.
بالتزامن، يتزايد القلق من تمدد الصراع الإقليمي إلى العراق، وسط تأكيدات من بغداد على رفضها أي تصعيد.وأصدرت الحكومة العراقية بيانًا جددت فيه دعمها للدول المعتدى عليها، داعية إلى التهدئة وتجنب توسيع دائرة الحرب.
موقف إيران والفصائل العراقية
فيما تعهدت إيران بالرد على ضربات إسرائيل الأخيرة التي استهدفت أراضيها، نفت الفصائل العراقية، مثل "كتائب حزب الله"، المزاعم عن استخدام العراق كنقطة انطلاق لهجمات إيرانية. واعتبرت تلك التصريحات جزءًا من محاولات إسرائيلية للتغطية على تصعيدها.
دعوات للحوار وتجنب الحرب
وسط هذه الأجواء المشحونة، أكدت بغداد أن توسيع رقعة الصراع إلى العراق يمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي. ودعت الأطراف الدولية إلى إعطاء الأولوية للحوار واحترام مبادئ القانون الدولي، مؤكدة أن أي تصعيد سيقود إلى تداعيات خطيرة في المنطقة.
