بلمسات بسيطة من الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي استطاع أن يلغي الفكرة التي رُسخت في أذهان الجيل الجديد عن المهرجانات الفنية بأنها عبارة عن سجادة حمراء تمر بها فساتين وإطلالات مختلفة، بعضها عارية وأخرى محتشمة، ويعتمد المهرجان على تقييم حفل الافتتاح والختام وإطلالات النجوم المختلفة، خاصة مع زيادة عصر السوشيال ميديا، تغلب حسين فهمي على تلك الظاهرة بفرض «الدريس كود» على الحاضرين، أي أكد على التزامهم بأزياء معينة ويفضل أن تكون لائقة بمهرجان عريق كمهرجان القاهرة السينمائي كالالتزام بالزي الأسود والمحتشم وبعد الفنانات عن استعراض أجسادهم على السجادة الحمراء.
مهرجان القاهرة السينمائي يدعم موقف المصريين تجاه القضية الفلسطينية
وكانت الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جذابة للغاية، فمن بداية حفل الافتتاح حتى الآن لم يلمح لها الجمهور أو النقاد أو صناع الفن عيبًا واحدًا، فكان حفل الافتتاح بسيط للغاية؛ حرص من خلاله حسين فهمي أن يبرز مدى دعم المصريين للقضية الفلسطينية والإيمان بها حتى وإن كانوا منغرسين في حفلاتهم لا ينسونها أبدًا، وذلك عن طريق توزيع «دبوس على شكل علم فلسطين» على الحاضرين ليظهروا بها أمام وسائل الإعلام المحلية والدولية والعالمية، وأوضح حسين فهمي في تصريحات تليفزيونية أن الأمر لم يكن بغرض تصدر «التريند» وإنما نابع من صوت داخله يشعر به كل المصريين تجاه أشقائنا في فلسطين.
ولم يكن هذا الموقف الوحيد الذي يثبت تمسك المصريين بقضيتهم الفلسطينية، بل رفضت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي في الدورة الحالية رعاية أي منتج أجنبي يندرج تحت منتجات المقاطعة، وهو شيء لم يكن يتوقعه الجمهور وتفاعلوا معه بشكل كبير.
نقاد الفن يشيدون بالدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي
«مهرجان يليق بدور مصر في صناعة السينما» وبتلك الكلمات وصف نقاد الفن الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث أشادت الناقدة ماجدة خير الله بحفل افتتاح المهرجان، فقالت في تصريحات خاصة لموقع تحيا مصر "ليلة افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، ليلة تألق بها حشد كبير من النجوم، اجتمعوا على حب السينما، كانت ليلة مليئة بالرقي والأناقة والشياطة ولاقت بتاريخ مصر العريق ودورها في صناعة السينما".
الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي تمد يد العون النجوم
ومدت الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي يد العون لعدد من المواهب الفنية، لعل أبرزها؛ تكريم الفنان الكبير أحمد عز بجائزة فاتن حمامة والذي اختاره الفنان حسين فهمي بشكل شخصي ليعطيه فرصه في إعطاء المزيد للفن المصري من أعمال ذات قيمة وتحمل رسالة مهمة للجمهور، وهو ما صرح به الأخير في تصريحات تليفزيونية على هامش فعاليات المهرجان، وساند المهرجان أيضا الفنانة درة، باستقبال فيلمها وين صرنا والذي يعد أولى تجاربها الإخراجية للعرض لأول مرة في القاهرة السينمائي، وحضر هذا العرض عدد كبير من نجوم الفن لمساندة صديقتهم الفنانة التونسية الكبيرة درة.
وركزت تلك الدورة على برز الأفلام المعروضة في المهرجان، وإثبات أن المهرجانات لا تعتمد فقط على الاطلالات بل بها فعاليات مختلفة يجب أن تهتم بها وسائل الإعلام، وبالفعل هذا ما حدث خلال الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي.