صوم الميلاد , أكد مطران طنطا للروم الأرثوذكس ، الأنبا نيقولا ، أن الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية سوف تبدأ صيام الأربعين المقدس اليوم الجمعة ، على أن يستمر حتى يوم 24 من الشهر نفسه .
ويعتبر هذا الصيام من أهم الأوقات في التقويم الطقسي المسيحي ، حيث يتيح للمؤمنين فرصة للتوبة والتقرب إلى الله .
تاريخ وتحديد فترة صوم الميلاد
وأوضح الأنبا نيقولا أن تحديد فترة الأربعين يومًا للصيام يعود إلى قرار المجمع الذي انعقد في القسطنطينية عام 1166 ميلاديًا .
و كان هذا القرار بمثابة تحديد رسمي لفترة الصيام التي كانت تختلف بين مناطق الكنيسة في العصور السابقة .
في بعض الأماكن، كان يتم على فترات أقصر تراوحت بين سبعة أيام إلى سبعة أسابيع .
وتاريخيًا، كان الأربعين يُعتبر فترة من التأمل الروحي والتوبة ، حيث كانت الكنيسة تحددها كوقت مناسب للابتعاد عن الملهيات الجسدية والاتجاه نحو التأمل الروحي .
صوم الميلاد كوسيلة للتقرب إلى الله والتجدد الروحي
وأشار الأنبا نيقولا إلى أن الصيام ليس هدفًا في حد ذاته ، بل هو وسيلة للتقرب إلى الله وتعميق العلاقة الروحية مع الخالق .
وقال إن الصيام يعد من أدوات التوبة والتجدد الروحي، حيث يسعى المؤمنون من خلاله إلى التخلي عن الملذات الجسدية والتركيز على الروحانيات .
وأضاف أن الشعوب القديمة كانت تعتمد عليه كوسيلة للسمو الروحي ، سواء قبل أداء مهام صعبة أو من أجل طلب المغفرة والشفاء .
وفي هذا السياق ، أكد أن الصيام لا يُعتبر عقوبة للجسد أو تعذيبًا، بل هو فرصة للتطهير الروحي وطلب النعمة والبركة من الله .
وفي الختام، ذكر الأنبا نيقولا أن الأربعين المقدسة تمثل فرصة حقيقية للمؤمنين لتعميق إيمانهم والتقرب إلى الله، مؤكدًا على أهمية هذه الفترة في حياة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.