يواصل طلبة المستوى الخامس بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتطوان، البالغ عددهم 45 طالبا، مقاطعة الدراسة لمدة شهر، في ظل تجاهل إدارة المدرسة احتجاجاتهم ومطالبهم، إذ يشتكون من “افتقار التقييمات للشفافية، وعدم وجود معايير تنقيط محددة وواضحة لاعتمادها من طرف الأساتذة”.
وذكرت مصادر طلابية، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أحد أهم أسباب احتجاج الطلبة هو “غياب الشفافية في تقييم عملهم، وذلك لعدم اعتماد الأساتذة المعايير المعمول بها في التنقيط، وترك الأمر مبهما وغير واضح”.
بل أكثر من ذلك ذهبت المصادر الطلابية التي تحفظت عن ذكر الأسماء إلى أن “التنقيط خاضع لمزاجية الأساتذة، ما يجعل نقطة العمل غير معروفة”، وأشارت إلى أن “هذا الأمر سجل السنة الماضية وأدى إلى رسوب خمسة طلاب دون مبرر ودون تمكينهم من معرفة السبب”.
وأضافت مصادر الجريدة أن “أساتذة حصة الورش أغلبهم حديثو الالتحاق بالمدرسة، وهم يحاولون فرض طريقة التدريس التي تنبني على تحقير واستصغار عمل الطلبة، بشكل مستفز ودون توجيههم أو إرشادهم أو بذل أي مجهود في أداء مهامهم، بحيث تنعدم في وجودهم أدنى شروط التكوين والتدريس والتعليم، باستثناء ملاحظاتهم المستفزة والمستصغرة لأي جهد يقوم به الطلبة”، وفقها.
وأمام هذا الوضع تؤكد المصادر الطلابية عينها أن “الطلبة توجهوا للإدارة من أجل طرح مشاكلهم على هذا المستوى، إلا أنها لم تتفاعل مع طلبتاهم وقامت بتوجيه إشعار غير قانوني لهم موقع من طرف الكاتب العام للمدرسة، من أجل الالتحاق بالدراسة أو تطبيق عقوبات في حقهم”، لافتة إلى أن “المدرسة الوطنية للمهندسين بتطوان من دون مدير منذ بداية الموسم الدراسي، بعد إنهاء مهام المديرة السابقة”، ومعتبرة أن “الطلبة المهندسين يعانون في صمت من سوء التسيير وضعف التكوين وقلة الأساتذة والأطر، في غياب أي مجهود يبذل من طرف إدارة المدرسة”.
وبين الطلبة المعنيون أنهم “عازمون على المضي في الاحتجاج والتوقف عن الدراسة طالما لم يجدوا آذانا صاغية لمطالبهم”، منتقدين في الوقت ذاته “استهتار” إدارة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان باحتجاجاهم، “وهو ما يضرب بعرض الحائط كل الجهد المبذول في القطاع، ويتعارض مع تعليمات الملك محمد السادس الداعية إلى النهوض بميدان التعمير والهندسة لدورهم في التنمية والازدهار”.
كما أكد المحتجون عزمهم توجيه شكاية في الموضوع إلى وزيرة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، الوصية على القطاع، وذلك للمطالبة بإنصافهم ووضع حد لما يصفونها بـ”اللامبالاة” التي تواجه بها إدارة مدرسة المهندسين بتطوان مطالبهم ومعاناتهم.