أوصى موقع ياهو لايف السائحين ومحبي السياحة والسفر بعدم تأجيل رحلتهم المقبلة إلى مقابر ومعابد مصر القديمة، حتى إذا كان ذلك التأجيل لأسباب وجيهة، فربما يرغبون في إعادة النظر في قرارهم، فالأمر لا يحتمل التأجيل.
وقالت الصحفية البريطانية ميلندا فولمر إنها سعيدة للغايية لأنها ألغت قرار تأجيل رحلتها إلى مصر، جزئيًا لأنها حت بفرصة لا مثيل لها في العالم على متن باخرة نيلية على طول نهر النيل بعد وقت قصير من إطلاقها في سبتمبر، ولكن في الغالب لأن الشعور بالأمان كان سائدًا طوال زيارتها لمصر فلم تحدث أي حوادث أمنية في البلاد في عام 2024، وحادث واحد فقط منذ عام 2019.
من بين جميع الطرق للاستمتاع بعجائب مصر القديمة الشاهقة، لا توجد وسيلة سفر أكثر أمانًا من رحلة نهرية فاخرة، كما يقول محللو الرحلات البحرية، لأنك ترسو بالقرب من المقابر والمعابد، وجميع الرحلات مصحوبة بمرافقين ومرشدين سياحيين، وكانت العديد من المناقشات على متن الباخرة بين زملائها الركاب البالغ عددهم 35 - أغلبهم أمريكيون - تدور حول الأمان الذي شعروا به أثناء جولة في المعابد والمقابر والأهرامات مع عالم مصريات متخصص على متن الباخرة، والذي كان دائمًا محاطًا بحارس أمن ومدير الرحلة البحرية.
واتضح للسائحين أن الجولة كانت عبارة عن مسار حافل بالإثارة لمدة 10 أيام، بدءًا بثلاثة أيام في فندق سانت ريجيز الجميل في القاهرة قبل الرحلة البحرية، واستكشاف أهرامات الجيزة - بما في ذلك رحلة سياحية على ظهر جمل حول قاعدة الهرم - وقلعة صلاح الدين ذات القبة التي تعود إلى العصور الوسطى، والمتحف المصري بميدان التحرير، أقدم متحف في الشرق الأوسط، والذي يضم الكنوز الذهبية للملك الصغير توت عنخ آمون إلى جانب أكثر من 170 ألف قطعة أثرية أخرى.
وافتتح المتحف المصري الكبير الذي طال انتظاره (والمكيف الهواء) مؤخرًا العديد من قاعاته للتشغيل التجريبي، على الرغم من أن الافتتاح الرسمي لم يتم الإعلان عنه بعد. قد يكون من الأفضل التخطيط لأي رحلة بحرية بعد افتتاحه رسميًا.
بعد رحلة جوية إلى الأقصر، أصبح القارب موطنًا لمدة سبعة أيام، في رحلة نهرية بطول 124 ميلًا من تلك المدينة القديمة إلى أسوان، والعودة مرة أخرى. توفر الباخرة النيلية التي يبلغ طولها 236 قدمًا طريقة فاخرة وهادئة لرؤية الممر المائي الشهير ونقطة مقابلة مريحة لجدول الزيارة المكون من ثلاثة مواقع يوميًا. وبصرف النظر عن التاريخ القديم الذي يظهر على النهر، فإن ضفاف النهر غير متطورة إلى حد كبير، وتصطف على جانبيها أشجار النخيل والمزارع والماعز والأبقار التي تقضم العشب، والأطفال يسبحون في المياه الضحلة. في المدن القليلة على الطريق، تبث المساجد آذان الصلاة، بينما ترتفع منازل متعددة الطوابق لأجيال متعددة من العائلات على الضفاف.
وعندما اقتربت الباخرة النيلية من سد إسنا الذي ينقل القارب إلى جزء أعلى من النيل، اصطف الرجال في القوارب لرمي عبوات من مفارش المائدة والقمصان والقفاطين في أكياس بلاستيكية على متن الباخرة، وإذا تم التفاوض على صفقة جيدة فيقوم السائح بوضع الثمن في كيس وإلقائه للبائع، وتحدث السائحون عن المعاملة النهائية التي لا تتطلب لمسًا، وأطلقوا عليها اسم "شبكة التسوق على النيل".
كان وادي الملوك أحد أبرز معالم الرحلة البحرية لرؤية قبر الفرعون سيتي الأول، الذي تم اكتشافه في عام 1817، وهو أحد أكبر المقابر وأكثرها زخرفة في الوادي. لا تزال الصبغات الأصلية على النقوش حية، بما في ذلك السماء الزرقاء المرصعة بالنجوم في الأعلى، وكذلك تصوير سيتي مع آلهة مختلفة مثل أنوبيس. تم الحفاظ على غرفة الدفن، بسقفها الكبير المقبب، بشكل جيد بشكل مدهش. وبالمقارنة، كان قبر توت عنخ آمون القريب متواضعًا وعاديًا، باستثناء مومياءه، التي لا تزال معروضة.
تفاصيل معقدة في معبد حتحور
كان معبد حتشبسوت مثيرًا للإعجاب أيضًا، وهو تحفة فنية من حيث الحجم، ويتميز بالهندسة المعمارية اليونانية والمصرية التي يعود تاريخها إلى الأسرة الثامنة عشرة. كما كان له قصة خلفية جديرة بديزني عن ملكة طموحة أعادت مصر إلى الرخاء.
وعلى متن الباخرة الجديدة، تحتوي الباخرة على 41 غرفة نوم تضم 13 جناحًا عبر أربعة طوابق، مع سطح على السطح وحمام سباحة، حيث تتجمع مجموعة منا كل مساء لتناول المشروبات ومشاهدة غروب الشمس.
كان جناحي الفاخر واسعًا، بمساحة 430 قدمًا مربعًا مع شرفة خاصة ومنطقة معيشة وحمام كبير. تبلغ مساحة الأجنحة الكبرى على سطح الزنبق نفس المساحة المربعة، بينما تبلغ مساحة أجنحة المالكين الأكبر 522 قدمًا مربعًا.
بالمقارنة مع الرحلات النهرية في أوروبا، لم يكن هناك وقت فراغ لاستكشاف المنطقة (وهي ليست فكرة رائعة على أي حال)، وكان الطعام والمشروبات يركز على المنطقة وكانت وجبات العشاء في المطعم الرئيسي على متن الباخرة في الطابق العلوي، والذي يقدم وجبات مصرية ومتوسطية متنوعة ومتعددة الأطباق.
