تطوير الأنظمة التعليمية يمثل أهمية كبرى لأي مجتمع يطمح إلى الريادة والتفوق في كافة المجالات.
ولا شك في أن أي نظام تعليمي يتكون من أركان أساسية لا غنى عنها تشمل المعلم والطالب والمنهج، وهذه الثلاثة هي محاور العملية التعليمية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عن أي منها، فهي من الثوابت والأركان الأساسية.
وهناك بعض العناصر الأخرى لا يمكن التغاضي عنها، ولها أهمية كبرى في جودة العملية التعليمية وتشمل الوسائل التعليمية وأماكن الدراسة وغيرها.
والسؤال الذي يلح علينا كلما أردنا أن نضيف جديدًا لنظامنا التعليمي هو: بماذا يجب أن نبدأ رحلة التطوير؟
هل ينبغي أن نطور الوسائل أولًا؟ أم المناهج؟ أم الطالب؟ أم المعلم؟
والحقيقة أن وسائل نقل المعلومات وطرق التعليم الرقمية تمتاز بالكثير من عناصر الجذب والسهولة واليسر والتنوع والشمول، وتجعل التعلم أكثر متعة وإتقانًا، وتجعل التعليم أكثر كفاءة وفعالية، ولكن كل هذه الفوائد مرهونة بقدرة المعلم على استخدامها وتوظيفها في عملية التعليم، وأيضًا مرهونة باتجاهاته نحو استخدامها، وهي في الغالب الأعم اتجاهات رافضة بسبب عدم إتقان استخدام هذه الأدوات، أو بسبب قلق استخدام التكنولوجيا بصفة عامة، أو بسبب الخوف من التغيير والركون للمألوف والشائع.
وفيما يتعلق بالطالب، فإن تطويره هو هدف نظام التعليم بكامل أدواته، وبالتالي فتطويره تابع لتطوير باقي الأركان.
أما المدرسة، فهي مكان لتلقي العلم مجهز بوسائل تعين الطلاب على التعلم وتعين المعلمين على الشرح، وإذا توفر الدعم بطريقة أخرى، فربما تتراجع أهمية المدرسة كبيئة فيزيقية حيث يمكن استخدام الفصول الافتراضية في أنظمة التعليم الإلكتروني المختلفة.
إذًا فالمعلم هو حجر الزاوية، وهو الأساس الذي يجب أن تنطلق منه بدايات التطوير، وذلك لعدة أسباب:
- لأن المعلم المُعَدّ جيدًا هو الذي يستطيع أن يقود تغييرًا حقيقيًا ويؤثر في اتجاهات الطلاب.
- أن المعلم هو من يمتلك مفتاح التشغيل لكل عناصر المنظومة، وعليه تعقد الآمال لإنجاح أي تطوير.
- أن الطلاب يتعلمون من المعلم اتجاهاته وسلوكياته وقناعاته وأفكاره، وليس المنهج فقط.
- أن المعلم إذا لم يشعر بالرضا الوظيفي ولم تكن اتجاهاته إيجابية نحو التطوير، ولم يكن يتمتع بدرجة كافية من الثقة بالنفس، فإن ذلك سيؤثر بلا شك على طلابه وسيؤدي إلى تدني مستوى تحصيلهم.
- بإمكان المعلم الجيد أن يعوض النقص في الإمكانيات المادية أيا كانت.
- المعلم الجيد سوف نطمئن إلى مشاركته في تطوير المناهج وباقي عناصر المنظومة التعليمية، وستكون إسهاماته أكثر إفادة وكفاءة.
- إذا لم نحسن تدريب المعلمين والاهتمام بهم، فإن العديد من المشكلات في سلوك الطلاب وأدائهم الأكاديمي سوف تنشأ لأن المعلم بالنسبة للطلاب يمثل القدوة والمثل الأعلى.
ولذلك، فإن البدء بإعداد وتأهيل المعلم هو الأولى، وينبغي أن يتضمن التأهيل جوانب عدة من شخصية المعلم تشمل تأهيله أكاديميًا من خلال دراسة محتوى عصري، وتأهيله تربويًا حيث يجب أن يكون ملمًا بالمهارات والمعلومات التربوية الضرورية، وتأهيله ثقافيًا وتكنولوجيًا. كما يجب أن يتم تدريب المعلم على مهارات التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة، وإجراء بحوث الفعل، وغيرها من المهارات العصرية الضرورية لأداء رسالته بشكل جيد.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.