يتأهب مشروع غاز عملاق، بقدرة إنتاجية تصل إلى نحو 2.8 مليار متر مكعب سنويًا، للانطلاق خلال مدة وجيزة، مع حدوث تطور إيجابي بشأن أعمال تشغيله.
وأعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية أنها تمكنت من تحقيق تقدُّم بشأن أعمال بدء التشغيل الكامل لمرافق مشروع "تايرا 2 (Tyra II)، داخل حدود بحر الشمال قبالة سواحل الدنمارك.
ووفق آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتطلع الشركة لزيادة الإنتاج تدريجيًا من المشروع، للوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى قبل بداية العام المقبل (2025).
وبعد اكتشافه قبل 39 عامًا، يستهدف مشروع التطويري إطالة عمر أكبر حقل غاز في الدنمارك "تايرا" لمدة 25 عامًا إضافية.
وتوتال إنرجي هي المشغّلة للمشروع، وتستحوذ على نسبة 43.2% من أسهمه إلى جانب بلونورد النرويجية بنسبة 36.8% و نوردسوفوندن الدنماركية (Nordsofonden) %20.
ومن المتوقع أن يصل إنتاج الغاز من المشروع إلى 2.8 مليار متر مكعب سنويًا، علاوة على 22 ألف برميل يوميًا من المكثفات، مع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30% مقارنة بمرحلة ما قبل التطوير.
أكبر حقل غاز في الدنمارك
أعلنت شركة توتال إنرجي أن كل المعدّات الضرورية داخل مشروع تايرا 2 جاهزة للتشغيل بعد الوصول إلى كامل قدراتها الفنية.
وفي بيان صحفي بتاريخ اليوم الإثنين (11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، عدّت الشركة الخطوة إنجازًا يمكنها من زيادة إنتاج الغاز الطبيعي تدريجيًا قبل نهاية العام الجاري.
ورغم التطور، فإنه يمثل تأخيرًا عن تقديرات توتال إنرجي لموعد بدء التشغيل الكامل لمشروع غاز تايرا 2 في شتاء عام 2023-2024.
وبدأ تصدير الغاز من المشروع لأول مرة في مارس/آذار (2024)، لكن عطلًا أصاب محولًا كهربائيًا ينقل التيار إلى ضاغط غاز منخفض في يوليو/تموز، كما وقع خلل فني آخر في محول ينقل الكهرباء إلى ضاغط غاز متوسط في مايو/أيار، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وفيما بعد، ستركّز أعمال التطوير على تدفُّق الغاز من حقل تايرا والحقول المجاورة للوصول إلى الطاقة الإنتاجية الكاملة.
من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الدنمارك أولي هانسن عن سعادته بوصول المرافق الجديدة إلى طاقتها الفنية الكاملة قبل الشتاء، بعد إزالة العقبات وإجراء الإصلاحات الضرورية.
الغاز في الدنمارك وأوروبا
يحمل مشروع غاز تايرا 2 أهمية حيوية لقطاع الغاز في أوروبا، وخاصة قبل حلول فصل الشتاء، حين يرتفع الطلب لأغراض التدفئة؛ إذ يربط المشروع خط أنابيب بحري يزوّد هولندا بالغاز الطبيعي.
ومن المتوقع أن يشكّل 6% تقريبًا من إنتاج الغاز في دول الاتحاد الأوروبي.
ورغم أن الدنمارك رائدة في تطوير مشروعات الطاقة الخضراء، فإن النفط والغاز يلبّيان نحو 50% من الاستهلاك المحلي.
لكن اعتماد أوروبا على النفط والغاز أكبر من الدنمارك؛ إذ مازالت القارة العجوز تستورد إمدادات مهمة من الغاز الروسي.
وبحسب أولي هانسن، ستمنح توتال إنرجي الأولوية للتشغيل الكامل بأمان للمشروع، وهو ما سيجعل الدنمارك مصدّر صافيًا للغاز الطبيعي بقدرة إنتاج 2.8 مليار متر مكعب سنويًا، كما سيضمن استقلال الطاقة وأمنها في الدنمارك وأوروبا.
اكتشاف غاز
حققت شركة توتال إنرجي اكتشاف غاز ومكثفات داخل حقل هارالد قبالة سواحل الدنمارك في 29 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم (2024).
يقع الاكتشاف داخل نطاق مشروع غاز تايرا 2، ولذلك من المقرر ربط البئر بمرافق حقلي هارالد وتايرا، بحسب بيان صحفي منفصل لتوتال إنرجي.
استعملت منصة الحفر ذاتية الرفع "وينر" التابعة لشركة "شيلف دريلينغ" (Shelf Drilling)، وبدأت أعمال تثقيب البئر في منتصف شهر يونيو/حزيران (2024).
واكتُشفَت في أثناء الحفر طبقة بسمك 48 مترًا من مكثفات الغاز في البئر (HEMJ-1X) ذات جودة الخزان الجيدة.
ولم يُعلَن بعد حجم الموارد بالتحديد، لكن شركة بلونورد وصفتها بالواعدة، كما ستُسهم في زيادة الإنتاج من حقل هارلد وتدعيم أمن الطاقة المحلي والأوروبي.
أسعار الغاز في أوروبا
ارتفعت أسعار عقود الغاز في مركز "تي تي إف" الهولندي المرجعي في أوروبا (TTF) اليوم الإثنين بنسبة 2.4%، إلى 43.40 يورو (46.26 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة.
وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).
وفي مذكرة، عزا محللو شركة "إيه إن زد" للأبحاث (ANZ Research) الارتفاع إلى توقعات خبراء الأرصاد التي تشير إلى انخفاض درجات الحرارة بالقارة خلال الأسابيع المقبلة، كما ازداد السحب من المخزونات، وانخفض إنتاج طاقة الرياح.
وحاليًا، تمتلئ مرافق تخزين الغاز في أوروبا بنسبة 93.6%، بأعلى من متوسط 5 سنوات مضت، لكنه أقل من مستوى العام الماضي (2023)، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب بيانات رسمية، يشكّل الغاز الطبيعي 21.5% من استهلاك الطاقة في الاتحاد الأوروبي، وتعتمد عليه المنازل بنسبة 32.1%؛ إذ إن 40% من المنازل متصلة بشبكة الغاز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..