شهدت الطاقة المتجددة في البرتغال تقدمًا ملحوظًا مع تكثيف الجهود الحكومية نحو تحول الطاقة، والتركيز على زيادة توليد الكهرباء النظيفة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045.
واستثمرت البرتغال كثيرًا في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح، مع تعزيز كفاءة الطاقة وتنفيذ السياسات المحفّزة لاعتماد المركبات الكهربائية والممارسات المستدامة في مختلف الصناعات.
وفي الآونة الأخيرة، أسهمت الطاقة المتجددة في البرتغال بنحو 60% من توليد الكهرباء، وارتفعت هذه النسبة إلى 90% خلال النصف الأول من العام الحالي (2024)، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)
كما انخفض استهلاك الغاز في البرتغال 30% بين عامي 2017 و2023، من 70 تيراواط/ساعة، ما يعادل 6.3 مليار متر مكعب، إلى 49 تيراواط/ساعة، أو نحو 4.4 مليار متر مكعب، مع استمرار هذا الاتجاه النزولي خلال 2024.
وبالرغم من ذلك، لم تعوّض الطاقة المتجددة في البرتغال إلّا جزءًا من انخفاض التوليد الأحفوري، لتلجأ البلاد إلى الاعتماد على استيراد الكهرباء من إسبانيا لسدّ العجز.
ولبّت الواردات من إسبانيا 21% من احتياجات البرتغال من الكهرباء، وهو ما يتجاوز متوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 0.5%، ما يجعل البلاد خامس أكثر دولة تعتمد على الاستيراد داخل الكتلة.
جهود دعم الطاقة المتجددة في البرتغال
رفعت الحكومة أهدافها لحصّة الطاقة المتجددة في البرتغال من استهلاك الطاقة النهائي إلى 51% بحلول 2030، مقابل 47% سابقًا.
علاوة على ذلك، تستهدف البرتغال زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء من الهدف السابق 85% إلى 93% في غضون 6 سنوات، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومنذ 2017، ارتفع توليد الطاقة المتجددة في البرتغال بنسبة 57%، حيث بلغت ذروته 4.67 تيراواط/ساعة في مارس/آذار 2024، ما يعادل 93% من إجمالي إنتاج الكهرباء، بحسب تقرير صادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA).
وفي 2021، نجحت البرتغال في التخلص التدريجي من توليد الكهرباء بالفحم، مع تطلعات لإغلاق ما تبقّى من محطات الفحم العاملة بحلول 2025.
ورغم زيادة قدرتها بوتيرة طفيفة خلال السنوات الأخيرة، فإن الطاقة الكهرومائية كانت مساهمًا رئيسًا في زيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة،
وبفضل الظروف البيئية التي تتمتع بها البرتغال، حقّق توليد الطاقة الكهرومائية مستويات قياسية، بزيادة 72% على أساس سنوي في الشهور الـ5 الأولى من 2024.
وفي الوقت نفسه، زاد إنتاج الطاقة الشمسية والرياح من الكهرباء بنسبة 25% و 14% على الترتيب، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ولتسهيل دمج مصادر الطاقة المتجددة في البرتغال، اتخذت البلاد خطوات لتحديث شبكتها الكهربائية والاستثمار في تقنيات التخزين، ما يعزز مرونة النظام وموثوقيته.
التخلص التدريجي من التوليد بالغاز
تهدف البرتغال إلى التخلص التدريجي من توليد الكهرباء بالغاز بحلول 2040، ومع ذلك لم تعلن أيّ شركة كهرباء خططًا لإغلاق أيٍّ من محطات التوليد العاملة بالغاز، البالغ عددها 4.
وبين عامي 2017 و2023، انخفض استهلاك الغاز في القطاعين المنزلي والصناعي 20%، كما تراجع استهلاكه في توليد الكهرباء بنسبة 41%.
وخلال أول 8 أشهر من 2024، انخفضت حصة الغاز في مزيج الكهرباء 14%، مقارنة مع 35% خلال المدة نفسها من 2023.
طاقة الرياح مفتاح تقليل الاعتماد على واردات الكهرباء
يشير تقرير معهد اقتصادات الطاقة إلى ضرورة أن تعطي البرتغال الأولوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء من خلال تعزيز البنية التحتية لطاقة الرياح، إذا أرادت تقليل الاعتماد على واردات الكهرباء من إسبانيا.
وتمتلك البرتغال إمكانات رياح بحرية كبيرة تبلغ 131 غيغاواط، لكن لديها مشروع واحد لطاقة الرياح البحرية، بدأ تشغيله قبل 4 سنوات.
ومنذ 2017، ارتفعت قدرة الطاقة الشمسية بنسبة 440%، بما يعادل 2.6 غيغاواط، في حين شهدت الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح البرية نموًا قليلًا، بنسبة 14% (1.16 غيغاواط)، و 4.6% (0.24 غيغاواط)، على الترتيب.
ورغم ذلك، لم تستطع الطاقة المتجددة في البرتغال سوى استبدال 43% من الانخفاض الناتج عن إغلاق محطات التوليد الأحفوري، في حين حلّت الواردات من إسبانيا محل النسبة الأكبر المتبقية (57%).
وهذا حوّل البرتغال من مصدّر صافٍ للكهرباء إلى إسبانيا في 2017 إلى مستورد صافٍ في 2023، ما يعني ضرورة تسريع الطاقة المتجددة للاستغناء عن الواردات الإسبانية، بحسب التقرير.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..