يدخل منتخب قطر مرحلة مفصلية عندما يلتقي المنتخبين الأوزبكي والإماراتي يومي 14 و19 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي في الدوحة وأبوظبي تواليًا في الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
المواجهتان ستحددان مسار منتخب قطر في التصفيات، فإما الحفاظ على حظوظ التأهل المباشر باحتلال أحد المركزين الأول أو الثاني في المجموعة الأولى، أو البحث عن مسار فرعي آخر بالحضور في أحد المركزين الثالث أو الرابع ودخول المرحلة الرابعة.
وهناك سيتعين عليه المنافسة مع ستة منتخبات يتم توزيعها على مجموعتين، يتأهل أول كل مجموعة إلى كأس العالم، فيما يلعب صاحبا المركز الثاني ملحقاً قارياً من أجل التأهل إلى الملحق العالمي وذلك وفقاً لحصة القارة الآسيوية البالغة 8.5 مقعد.
الوضعية الحالية هي سبب الضغوط التي يرزح تحتها "العنابي" بعدما اكتفى بانتصار وحيد في أربع جولات على حساب قيرغيزستان 3-1 وتعادل مع كوريا الشمالية 2-2 في لاوس، مقابل خسارتين الأولى مفاجئة أمام المنتخب الإماراتي في الدوحة 1-3 والثانية ثقيلة أمام المنتخب الإيراني على أرضه الافتراضية في دبي 1-4.
وقد جمع المنتخب القطري 4 نقاط وضعته في المركز الرابع في المجموعة الأولى بفارق الأهداف عن المنتخب الإماراتي، في حين يتصدر المنتخب الإيراني المجموعة برصيد 10 نقاط متقدمًا بفارق الأهداف عن أوزبكستان ويحتل المنتخب القيرغيزستاني المركز الخامس برصيد 3 نقاط، ويتذيل المنتخب الكوري الشمالي المجموعة بنقطتين.
التركيز على المهمة الأولى
لا شك أن الخسارة الأخيرة أمام المنتخب الإيراني أرخت بظلالها سلبًا على منتخب قطر وعلى الجهاز الفني الذي يقوده المدرب الإسباني ماركيز لوبيز، الذي وفقًا لآراء الخبراء والفنيين، لم يحسن التعامل مع تفاصيل المواجهة خصوصًا في شوطها الثاني، وبالتالي فإن الثقة ربما اهتزت بالرجل بعض الشيء، فبات مطالبًا بتصحيح المسار بسرعة واستعادة تلك الثقة من خلال عرض قوي أمام المنتخب الأوزبكي في مواجهة أولى خلال النافذة الدولية الحالية وسيكون كسبها بمثابة الدفعة المعنوية الكبيرة للمنتخب القطري.
المستوى الذي ظهر عليه المنتخب الأوزبكي في المرحلة الحالية من التصفيات، يؤكد القوة التي يتوفر عليها، ذلك أنه لم يخسر أي مباراة وفاز في ثلاث مباريات مقابل التعادل مع المنتخب الإيراني المرشح فوق العادة للتأهل المباشر عن المجموعة، وبالتالي وجب أن يعد العنابي العدة من أجل تسجيل مستوى استثنائي في المواجهة.
ولحسن الحظ أن منتخب قطر قد بدأ التجمع منذ انتهاء الجولة الرابعة من دوري أبطال آسيا للنخبة، دون أن تكون هناك جولة في دوري نجوم أريدُ، ما يعني بأن الوقت متاح أمام الجهاز الفني لإعداد الفريق بالصورة المثلى واختيار الأسلوب الناجع للتعامل مع المنتخب الأوزبكي بعد عمليات رصد دقيقة لكل التفاصيل الفنية التي تخصه.
خيارات واسعة أمام مدرب منتخب قطر
القائمة المدعوة من قبل لوبيز توفر خيارات واسعة من أجل تحديد الطريقة التي سيتبعها، وإن كان التوازن وجب أن يكون العنوان الأبرز للتعامل مع المنتخب الأوزبكي الذي يعتمد على التحولات السريعة والقدرات البدنية العالية للاعبين.
وبالتالي الاستعداد لمواجهة شرسة خصوصًا في منتصف الميدان، كتلك التي شهدتها نهائيات كأس آسيا 2023 في الدور ربع النهائي والتي انتهت بانتصار عنابي بركلات الترجيح بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لمثله.
صحيح أن الأمر يحتاج إلى جرأة وثقة بعناصر معروف مستواها، بيد أن الرهان سيكون في التوظيف السليم وفق خطة محكمة تمنح العنابي النقاط الثلاث التي ستعيد كل الأمور إلى نصابها.