belbalady.net أحد أبرز النقاط التي تثير الاهتمام هو انعكاس هذا الفوز على "وول ستريت"، لا سيما فيما يتعلق بالشركات المرتبطة مباشرة بسياسات ترامب وأعماله الخاصة. من بين هذه الشركات، يبرز سهم "ترامب ميديا" كأحد الأصول التي كانت تحت المجهر، في وقت يعكف فيه المستثمرون والمحللون على دراسة تأثير تصريحاته السياسية والاقتصادية على قيمتها السوقية.
فيما يخص أسهم "ترامب ميديا"، فقد ارتفعت بنسبة 5.94 بالمئة بنهاية تعاملات الأربعاء، لتصل إلى مستوى 35.95 دولار للسهم، وذلك بعد أن ارتفعت إلى أكثر من 50 بالمئة قبل التعاملات، لتواصل مستوياتها الإيجابية بعد سلسلة من التقلبات (المعهودة على الشركة) والمرتبط بعضها بصعود وهبوط نجم ترامب إبان الحملة الانتخابية.
واحدة من الأسهم التي ارتبطت باسم ترامب مؤخراً، هي أسهم شركة "تسلا"، على اعتبار أن الرئيس التنفيذي للشركة، الملياردير إيلون ماسك، يعد داعماً رئيسياً لترامب. وقد ارتفعت أسهم الشركة بنهاية تعاملات الأربعاء (بعد الإعلان عن فوز ترامب) بنسبة 14.75 بالمئة لتصل إلى 288.53 دولار للسهم الواحد. ومنذ بداية العام ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 17.26 بالمئة.
كما نالت أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة من "تأثير ترامب"، لا سيما بعد أن قدّم الرئيس الأميركي المنتخب نفسه خلال حملته الانتخابية كداعم لسوق الكريبتو. وقد ارتفعت أسهم شركة Coinbase بنسبة 31.11 بالمئة بنهاية تعاملات الأربعاء لتغلق عند مستوى 254.31 دولار للسهم.
كذلك ارتفعت أسهم Microstrategy بنسبة 13.17 بالمئة لتغلق عند مستوى 257.81 دولار للسهم بنهاية تعاملات الأربعاء، بدعمٍ من انتعاش العملات المشفرة، حيث قفزت بتكوين إلى مستوى قياسي جديد فوق الـ 75 ألف دولار، متأثرة بفوز ترامب الذي تعهد بدعم الصناعة.
وقد استقبلت "وول ستريت" بشكل واسع فوز ترامب بنظرة إيجابية استثائية، حيث شهدت المؤشرات الرئيسية قفزة جماعية في المنطقة الخضراء بقيادة داو جونز الذي سجل مستوى قياسياً غير مسبوق مرتفعاً بنسبة 3.57 بالمئة ليغلق عند مستوى 43,729.93 نقطة، كما ارتفع إس آند بي 500 بنسبة 2.53 بالمئة ليغلق عند 5,929.04 نقطة، كذلك ارتفع ناسداك المركب بنسبة 2.95 بالمئة ليغلق عند 18,983.47 نقطة.
ويُتوقع على نطاق واسع أن ينصرف تأثير ترامب على عديد من القطاعات الرئيسية، بما في ذلك قطاع النفط، انطلاقاً من سياسات ترامب الطاقوية، علاوة على قطاعات مثل الدفاع.
استمرار المكاسب
من جهته، توقع كبير استراتيجيي الأسواق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في BDSwiss مازن سلهب، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، استمرار الأسهم الأميركية بتحقيق مكاسب لعدة جلسات قادمة تأثراً بفوز ترامب.
كما توقع أن تخفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، مشيراً إلى أن الرئيس المنتخب ترامب كان أعلن مراراً عن نيته تخفيض الضرائب على الشركات الأميركية والأفراد، كذلك دعم صناعة النفط الأميركية التقليدية ومحاولة إعادة التصنيع الى أميركا.
وسلط الضوء على استهداف ترامب في المدى المتوسط مستوى أدنى للدولار الأميركي، على الرغم من مكاسبه التي حققها عقب فوزه.
وأفاد بأن الزخم بالأسواق بعد التأثر بفوز ترامب، دفع شركة تسلا للسيارات الكهربائية التابعة للملياردير إيلون ماسك الداعم الأبرز للرئيس الأميركي، إلى أن تحقق مكاسب كبيرة، مرجحاً عدم استمرار هذه المكاسب بنفس الزخم الحالي، وأن يعود التركيز مجدداً إلى أرقام الربع الرابع من هذا العام وآفاق نمو مبيعات تسلا والتحديات المتوقعة القادمة في السوق الصينية، فيما لو تعززت الحرب التجارية وتم فرض رسوم جديدة بين البلدين.
تحركات إيجابية
كما رأى كبير الاقتصاديين في شركة ACY المالية في أستراليا، الدكتور نضال الشعار، أن التحركات الإيجابية بالأسواق عقب فوز ترامب بالانتخابات أمر متوقع، لكنه أكبر من السابق بعد أن استحوذ الحزب الجمهوري على الكونغرس بعد تحٍد كبير خضع له ترامب خلال الفترة الماضية.
وقال إن الأسواق استقبلت فوز ترامب بشكل ايجابي كبير، مشيرًا إلى أن مؤشر داو جونز ارتفع بأكثر من 3 بالمئة (أكثر من 1500 نقطة) بنهاية تداولات الأربعاء بعد الإعلان عن فوز ترامب، كما أن مؤشر إس آند بي 500 حقق ارتفاعًا بأكثر من 2.5 بالمئة (نحو 150 نقطة).
واستعرض بعض الأسباب وراء تحقيق الأسواق تلك المكاسب عقب فوز ترامب، ومنها:
- الأسواق تنظر إلى الحزب الجمهوري على أنه صديق إيجابي لها.
- هذه الانتخابات شهدت تطورات لم تحدث من قبل وهو التحدي الكبير الذي خاضه ترامب وبنهايته حقق الفوز.
- انتخابات الكونغرس الأميركي كانت لصالح الحزب الجمهوري أيضا وبالتالي استقبلت الأسواق هذه النتائج بإيجابية كبيرة.
- مؤشر الخوف انخفض بحدود 25 بالمئة وهو ما يعني أن الشهية للمخاطر انخفضت وهو ما يعكس أن الأسواق أصبحت شهيتها للمخاطر أكبر، ما سينعكس على سوق الأسهم بشكل مباشر، ومن المتوقع أن تتم عمليات شراء كبيرة من قبل أغلب المستثمرين لشعورهم بالارتياح فيما يخص وضع الأسواق والأسهم.
وقال إن أسهم شركة ترامب ميديا كانت قد بدأت الارتفاع قبيل فوزه بالانتخابات، متوقعا استمرار صعود الأسهم المرتبطة بالرئيس الأميركي المنتخب خاصة أسهم شركات العملات الرقمية، وكذلك العملات المشفرة ذاتها التي من المتوقع أن تشهد ازدهارا كبيرًا، لافتًا إلى أن البيتكوين قفزت بشكل كبير وتداولها تخطى 74 ألف دولار.
وتوقع أيضًا أن تشهد شركة تسلا المملوكة للملياردير الشهير إيلون ماسك حالة إيجابية بفوز ترامب، مستدلًا على ذلك بأن ترامب خلال خطاب الانتصار عقب فوزه خصص جزءاً منه شكر خلاله ماسك لمساعدته على الفوز، ما يعكس أن العلاقة بينهما باتت أكثر من عادية لتصل إلى الشراكة، وهو ما ينعكس على شركاته.
وأوضح أن كل تلك التطورات والانعكاسات الايجابية على الأسواق عقب فوز ترامب لن تستمر لفترة طويلة، إنما ستعود الأسواق إلى طبيعتها واعتبار المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية والحالة الاقتصادية بالبلاد من خلال آلية التصحيح الذاتي التي تقوم بها الأسواق بشكل دائم.
أسباب وراء صعود تسلا
بدوره، أوضح كبير محللي الأسواق في XTB MENA هاني أبو عاقلة، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن هناك أسهماً كثيرة مرتبطة بدونالد ترامب، على رأسها "ترامب ميديا" كذلك أسهم شركة تسلا المملوكة لإيلون ماسك، الداعم لترامب، متوقعًا لتلك الشركات الصعود بشكل أكبر مع الإعلان عن أن ترامب أصبح الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية.
وعن السبب وراء صعود تلك الأسهم، لا سيما سهم شركة تسلا تحديداً، أوضح أن:
- على الرغم من تصريح ترامب الذي ذكر خلاله أنه لن يكون داعمًا للسيارات الكهربائية، إلا أنه لن يكون مناهضًا لها فهو يعلم جيدًا أنها صناعة لابد أن تكون ضمن الصناعات الكبرى بالولايات المتحدة، ولابد أن تحصل على دعم كبير.
- أميركا في عهد ترامب تسعى إلى اللحاق بسباق تكنولوجيا الفضاء، والعودة له مرة أخرى بعد فترة توقف منذ عام 1992، حيث سبقتها خلال هذه السنوات الصين وروسيا وباتت في حاجة لأن تعود إلى هذا السباق من جديد، الأمر الذي يتطلب التعاون مع شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك وهي الحصان الرابح إذا ما طرحت في السنوات القادمة مُسعرة بنسبة كبيرة ما بين 60 إلى 80 مليار، أو أكثر من 100 مليار كشركة، وهو ما يجعل من تسلا مصدرًا للثقة في إيلون ماسك ونظرته البعيدة.
- تسلا لديها مشروعات جديدة من المنتظر أن تنفذها منها الروبوتات والتاكسي الآلي، وهي مشروعات تدعم الشركة في الأسواق على المدى المتوسط والبعيد، فالإنتاج الجيد للشركة يدعم صعودها.
- تسلا خلال الإعلان الأخير لها ذكرت أنها خفضت تكلفة الإنتاج والتي كانت معضلة كبيرة في ربحية الشركة، ما يرسخ إلى استقرارها في الأسواق.
- إيلون ماسك لديه حظوظ كبيرة بفوز ترامب ودعم مشاريعه كما يمكن أن يحصل على مشاريع جديدة، وأن يكون مؤثرا على مستوى السياسة وصانع القرار.
وأكد أن هناك أسهم وقطاعات كثيرة من المتوقع أن يدعمها ترامب وهو ذكرها بشكل واضح، منها النفط والغاز، خاصة وأن الجمهوريين أقرب لهذا القطاع عن الديمقراطيين، وبعد أن باتوا أكثر سيطرة على الحكم متوقع أن يشهد هذا القطاع انتعاشًا وبالتالي سيكون هناك زيادة بالإنتاج وفائض بالمعروض ما يعني انخفاض بالأسعار النفط.
وأضاف أن أسهم شركات الدفاع من المتوقع أن تنتعش أيضًا بعد أن طالب ترامب الدول المشاركة في حلف شمال الأطلسي زيادة الإنفاق العسكري، فمن المرجح أن يعود ذلك على شركات الدفاع وزيادتها.
ترامب ودعم تسلا
وإلى ذلك أكد رئيس الأسواق العالمية في "Cedra Markets"، جو يرق ، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن فوز ترامب يشكل داعمًا أساسيًا للشركات الأميركية وبالأخص شركتي ترامب ميديا وتسلا، مشيرًا إلى أن أسهم مجموعة "ترامب للإعلام والتكنولوجيا" ارتفعت بعد أول مناظرة له مع بايدن، وكلما انخفضت حظوظه كانت تعاود الانخفاض، ما يفيد بأن فوزه سيخلق مستويات قياسية من الارتفاع.
بينما قال إن هناك بعض السلبيات المتوقع أن تؤثر على مؤشر تسلا مستقبلًا، وهي أن ترامب داعمًا للسيارات التقليدية ومصانعها بأميركا ولم يشجع السيارات الكهربائية، في الوقت الذي تصنعها فيه، لذا هناك إمكانية لأن يكون هناك تعديل على توجهه بالمستقبل.
وأفاد بأنه على الرغم من هذا الموقف لترامب تجاه تصنيع السيارات الكهربائية، إلى أنه يدعم تسلا من جهة أخرى بتوعده بفرض رسوم أميركية بقيمة 100 بالمئة على قطاع السيارات الكهربائية الصينية وهو ما يعطي دعمًا لتسلا.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"