سجّلت صادرات أميركا من وقود الإيثانول مستويات غير مسبوقة خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري (2024)، وتتجه إلى تحقيق عام قياسي جديد.
وأظهرت بيانات حديثة، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، وصول متوسط صادرات وقود الإيثانول إلى 121 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر الثمانية الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب الماضي.
ومن المقرر أن تصل صادرات أميركا من وقود الإيثانول إلى أعلى مستوياتها في العام الجاري، ويرجع ذلك إلى تنفيذ العديد من الدول سياسات مزج الوقود الحيوي مع الوقود التقليدي، إلى جانب انخفاض أسعار وقود الإيثانول الأميركي.
وكانت كندا والهند والمملكة المتحدة وكولومبيا، أكبر الوجهات الرئيسة المستقبلة لصادرات أميركا من وقود الإيثانول حتى أغسطس/آب الماضي.
ارتفاع صادرات أميركا من وقود الإيثانول
تتجه العديد من البلدان إلى الولايات المتحدة -التي تُعد أكبر منتج ومصدر للإيثانول- لتوفير إمداداتها من الوقود، في ظل انخفاض الأسعار الأميركية لهذا النوع من الوقود.
وفي عام 2024، تجاوزت صادرات أميركا من وقود الإيثانول عتبة 100 ألف برميل يوميًا خلال المدة من شهر يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب، وهي مستويات غير مسبوقة مقارنة بالسنوات السابقة، بحسب ما جاء في تقرير إدارة معلومات الطاقة الصادرة اليوم الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني.
ونادرًا ما تجاوزت الصادرات الشهرية حاجز الـ100 ألف برميل يوميًا خلال السنوات الـ5 الممتدة من 2019 وحتى 2023، ما يشير إلى طفرة الصادرات خلال عام 2024.
وعلى مدى السنوات الـ5 الماضية، تراوح متوسط صادرات أميركا من وقود الإيثانول من 80 إلى 100 ألف برميل يوميًا، وكان الاستثناء الوحيد في عام 2018، عندما بلغ متوسط الصادرات 112 ألف برميل يوميًا بسبب ارتفاع الطلب من البرازيل.
ومنذ عام 2018، تراجعت الصادرات إلى البرازيل بعد فرضها تعرفات جمركية على الإيثانول المستورد وزيادة إنتاجها المحلي.
أبرز الدول المستوردة
يمثّل ارتفاع الطلب من كندا وكولومبيا والهند والمملكة المتحدة أكثر من 60% من إجمالي الزيادة في حجم صادرات أميركا من وقود الإيثانول خلال عام 2024، مقارنة بمستويات عام 2023، وفق بيانات اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وتُعدّ كندا الوجهة الأولى لصادرات أميركا من وقود الإيثانول، ومن المقرر أن تزيد وارداتها مع تعزيز برامجها المحلية في مزج الوقود على مستوى الأقاليم والمقاطعات.
وأصبحت المملكة المتحدة ثاني أكبر سوق للإيثانول الأميركي، إذ أدى تطبيق معايير وقود "إي 10" -خليط من 10% إيثانول و80% بنزين- في عام 2021 وزيادة تفويضات الوقود المتجددة إلى زيادة استهلاك الإيثانول.
وفي عام 2024، باتت الهند ثالث أكبر مستورد للإيثانول الأميركي، ووصلت الواردات إلى مستويات قياسية متجاوزة المستويات التي شُوهدت بين عامي 2017 و2020.
ويأتي هذا بعدما شهدت واردات الإيثانول الأميركي انخفاضًا خلال عامي 2022 و2023، بسبب تكاليف سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار.
وبالمثل، زادت كولومبيا من الواردات، لتصبح رابع أكبر وجهة لصادرات أميركا من وقود الإيثانول، ويُعزى ذلك إلى انخفاض الإنتاج المحلي وإعادة إدخال تفويضات الوقود المتجدد.
بالإضافة إلى ذلك، زادت صادرات الإيثانول الأميركي إلى البرازيل والفلبين وسنغافورة.
ومن المتوقع أن ترتفع صادرات أميركا من وقود الإيثانول في ضوء انخفاض الصادرات من البرازيل في عام 2024، ثاني أكبر منتج ومصدر للوقود.
وفي سياق متصل، شهدت الولايات المتحدة زيادة في قدرات إنتاج وقود الإيثانول؛ إذ تقترب من مستويات قياسية خلال العام الجاري.
ورغم ذلك، لم يعد الاستهلاك المحلي لوقود الإيثانول إلى مستويات ما قبل وباء كورونا؛ إذ إن التغييرات الجذرية في الطلب على البنزين تحد من مزيج الإيثانول.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..