قبل بداية الموسم كانت كل الترشيحات تصب لصالح ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، للفوز بكل شيء هذا الموسم، لكن في ليلة مليئة بالصدمات في دوري أبطال أوروبا، سقط الفريقان بشكل مدوٍ، على يد ميلان وسبورتينغ لشبونة على التوالي، لتستمر الانتكاسات محليًّا وقاريًّا لهما.
أنهت الخسارة أمام ميلان 3-1 سلسلة من 15 مباراة من دون هزيمة في دوري أبطال أوروبا لريال مدريد على ملعب سانتياغو برنابيو، ولأول مرة يخسر كارلو أنشيلوتي مباراتين متتاليتين على أرضه كمدرب للنادي، عقب سقوطه على يد برشلونة قبل ذلك.
الفوز كان مفاجأة، كون ميلان يحتل المركز السابع في الدوري الإيطالي، ويتأخر بالفعل بثماني نقاط عن نابولي المتصدر، وإن كان لديه مباراة إضافية. كما خسر أول مباراتين في دوري أبطال أوروبا (أمام ليفربول وباير ليفركوزن) قبل أن يُعاني أمام كلوب بروج، والأخير بـ10 لاعبين ليحقق أول انتصار له في الجولة الثالثة.
مبابي التفاحة الفاسدة
في الموسم الماضي كان ريال مدريد مستقرًّا، طريقته معروفة (4-1-2-1-2) والفريق يلعب كمجموعة واحدة، لكن جاء كيليان مبابي -فقط لأنه أفضل لاعب في العالم- وأنهى تنظيم النادي واستقراره.
الأمر يشبه الرحيل الكارثي للاعب الوسط الصخرة كلود ماكليلي لجلب ديفيد بيكهام وتكوين فريق الأحلام، لاحقًا عرف فلورنتينو بيريز أنه ارتكب أكبر حماقة في تاريخ ريال مدريد وأنهى توازن الفريق، وأن تكدس النجوم المهاجمين لا يعني أبدًا الأفضلية.
طول الوقت وفي خضم المباريات التنافسية، كان الأمر أشبه بمباريات تجريبية لمعرفة أفضل طريقة تستوعب مبابي وفينيسيوس جونيور ورودريغو وبيلينغهام معًا، استخدم أنشيلوتي تقريبًا كل الخطط وكلها أتت بنتيجة واحدة: أن النادي الملكي غير مستقر.
أمام ميلان لجأ أنشيلوتي لفكرة الثنائي الهجومي بين مبابي فينيسيوس، مع جلوس روديغو على مقاعد البدلاء، لكن هناك مشكلة كبيرة للثنائي لا تتعلق بمهاراتهما الهجومية، لكن في عملية الضغط.
كان بسهولة يتم ضرب الثنائي الهجومي بتمريرة واحدة وإخراجهما من اللعب، بسبب أنهما يضغطان بعشوائية وبكسل شديد، وهذا يترك لاعبي الوسط والدفاع في النادي أمام الكثير من الأسئلة، فهل يصعدون هم للضغط، أم يكتفون بالوقوف مع لاعبي وسط ميلان الأحرار.
على سبيل المثال، أنطونيو روديغر تم جره من المساحة في الهدف الثالث لميلان، مثلما حدث أمام برشلونة في هدف ليفاندوفسكي، فقط لأن منظومة الدفاع تحطمت بسبب كسل الثنائي الهجومي.
انهيار دفاع ريال مدريد بسبب أنشيلوتي
كان هدف ثياو هو المرة السادسة التي يستقبل فيها ريال مدريد هدفًا أولاً في مباراة هذا الموسم، والمرة الثالثة التي يحدث فيها ذلك في دوري أبطال أوروبا. حيث حافظ الفريق على نظافة شباكه في مباراة واحدة فقط، من آخر 10 مباريات في جميع المسابقات.
وقد استقبل "الميرنغي" تسع تسديدات على المرمى ضد ميلان، أكثر من أي مباراة أخرى في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا على أرضه في موسم 2003-04. وفي المجموع استقبل فريق أنشيلوتي بالفعل 18 هدفًا في 15 مباراة هذا الموسم في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
الأمر بعيد كل البعد عن قوة دفاع الموسم الماضي، عندما حطم الفريق الأبيض رقمه القياسي في عدد مرات الشباك النظيفة في الدوري الإسباني (20)، في طريقهم للفوز باللقب.
طريقة لعب أنشيلوتي وعدم وجود جناح أيمن صريح جعل الظهير الأيمن لوكاس فاسكيز عرضة للضرب من جانب ميلان، من خلال التمريرات الطويلة خلفه، لأنه لا يوجد أمامه من يساعده.
حتى تنظيم أنشيلوتي في الكرات الثابتة الدفاعية -وهو شيء من صميم عمل المدرب- كارثي، فأمام ميلان استقبلوا الهدف الثالث من كرة ثابتة هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، وأقل بمرتين فقط من موسم 2023-24 بأكمله.
في الأخير، كان هناك حقيقة دامغة: إن لم يكن مهاجمو ريال مدريد في يومهم، فإن الفريق أمام خسارة شبه حتمية، وهذا أمر بعهدة أنشيلوتي وحده.