ثأر النصر السعودي من خروجه على يد العين الإماراتي في ربع نهائي دوري أبطال آسيا الموسم الماضي بفوز قاسٍ في مباراتهما على استاد الأول بارك بالعاصمة السعودية الرياض بنتيجة 5-1، ضمن الجولة الرابعة من دوري أبطال آسيا للنخبة.
ورفع النصر رصيده إلى 10 نقاط وتقدم إلى المركز الثالث في دوري الغرب، في حين بات العين بالمركز 12 الأخير بنقطة واحدة، وازدادت صعوبة منافسته على إحدى البطاقات الـ8 المؤهلة إلى الدور التالي للبطولة.
وسجل النصر 5 أهداف في مباراة واحدة لأول مرة منذ 16 أكتوبر 2021 ضد الوحدة الإماراتي أيضًا. ويخوض الفريقان الجولة الخامسة من منافسات منطقة الغرب يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حيث يلعب العين مع الأهلي السعودي، والنصر مع الغرافة القطري.
العين والدفاع الأسوأ على الإطلاق
مرة أخرى يدفع العين ثمن دفاعه الكارثي، الأسوأ في البطولة في المجموعتين (استقبل 15 هدفًا)، والأمر على مدار الموسم كله، حيث استقبل العين 31 هدفًا في 12 مباراة في مختلف المسابقات ولم ينجح قط في الحفاظ على نظافة شباكه.
العين هو الفريق الأكثر عُرضةً لاستقبال الأهداف المتوقعة على مرماه في دوري أبطال آسيا (9.49 أهداف) ومع ذلك استقبل عددًا أكبر (15) لأنه يدفع دائمًا ثمن الأخطاء الدفاعية، كما لم يستطع هيرنان كريسبو معالجة الأخطاء.
الأمر يتكرر باستمرار، والعين فقط كان يعتمد على قوة هجومه لتعويض الأهداف التي يستقبلها، والتي أصبحت مُكررة في سوء التنظيم الدفاعي والضغط والتغطية، والمعروف أن تأثير المدرب يظهر أصلًا في العمل الدفاعي وهو ما لا يظهره كريسبو.
النصر استخدم الطريقة الصحيحة مع رحيمي
أمام الأهلي المصري في كأس الإنتركونتينينتال، اعتمد مارسيل كولر المدير الفني للمارد الأحمر على فكرة مهمة لتحييد قوة سفيان رحيمي أخطر مهاجم عربي، وهي جعله لا يحصل على المساحة التي يحبها أو يطلب الكرة فيها.
عكس ما كان يفعله الهلال مثلًا وبعض الأندية الأخرى في رقابة رحيمي رجل لرجل، فإن النصر اعتمد على فكرة حرمانه من المساحة، مع تألق لافت للمدافع محمد سيماكان في المواجهات الثنائية بينهما.
يكفي القول إن النصر كسب كل المواجهات الأرضية أمام لاعبي العين (10/10) بنسبة 100%، لأنهم فقط كانوا وحدة دفاعية واحدة.
رحيمي بدأ كمهاجم صريح مع وضع كودجو لابا على الطرف، لكن الأخير لم يستطع التأقلم مع مركز الجناح، فتم تغيير الوضع سريعًا بوضع رحيمي على الجانب الأيسر كجناح، ومرة أخرى فشل في المواجهات الفردية في المراوغات تحديدًا، وأصبح النصر يعتمد على ومضات من مجهودات فردية.
العين صنع 5 فرص في المباراة كلها، كان 4 منها من عمق وسط الميدان، اثنتان منها عن طريق كاكو، وفرصة أخرى جاءت من ركلة ركنية عن طريق كاكو أيضًا كما توضح الصورة أعلاه (باللون البنفسجي).
في المقابل، استخدم النصر كل أسلحته لتهديد مرمى العين، بكل الطرق، كما توضح الخريطة أعلاه، لكن يتضح أن النصر لجأ إلى جبهة ماني أكثر في تجميع اللعب والصناعة، ثم تغيير مجرى الهجمة فجأةً لجبهة تاليسكا وسلطان الغنام حيث تفشل فكرة ترحيل لاعبي العين دفاعيًا.
ماذا تغيّر في تاليسكا وماني ورونالدو
كان مستوى تاليسكا في بداية الموسم مهزوزًا بعد عودته من الإصابة، لكن في آخر 4 مباريات، يعبر اللاعب عن نفسه بطريقة مميزة حيث سجل 4 أهداف واستعاد مستواه المعروف، ويخدم النصر في كل مكان في الثلث الهجومي الأخير سواء بالصناعة أو التسجيل.
إن قررت استخدام تاليسكا كلاعب وسط مهاجم فسوف يكفل لك صناعة الفارق، أما إن قررت إشراكه كجناح أيمن فسيكون على الموعد مثلما فعل اليوم وكذلك أمام الهلال في المباراة الماضية، حيث يتمتع بقدرة كبيرة على اللعب الطرف أو في العمق.
إلّا أن هناك شيئًا يمثل إضافة نوعية قدّمها بيولي للنصر، وهو مدى التزام اللاعبين وقتاليتهم وعودتهم للمساندة الدفاعية وتحمل المسؤولية، حتى رونالدو فعل ذلك (لدرجة أن جزءًا كبيرًا في الخريطة الحرارية لتحركاته كان معظمها في دائرة الوسط بشكل غريب كما توضح الصورة أعلاه).
الخريطة الحرارية أعلاه توضح أن ساديو ماني الجناح الأيمن، عاد كثيرًا لوسط ملعبه لمساندة الظهير خلفه أمام جبهة كاكو الخطير عندما انتقل لها، فكان ماني منضبطًا واستطاع أن يكسب 6 مواجهات أرضية من أصل 7 بشكل رائع.
المجهود الدفاعي لم يؤثر في تألق ماني الهجومي، حيث كان أكثر اللاعبين صناعة للفرص في المباراة (5 فرص)، ووصلت دقة تمريراته إلى 86%.
أما رونالدو فكان أفضل من مباراة الهلال على مستوى الضغط والحضور الذهني في استغلال خطأ حارس العين خالد عيسى في لعبة الهدف، لكن مجهوده البدني هو الآخر كان مميزًا، ما جعل بيولي يمهله الوقت قبل استبداله عقب هذا المجهود الكبير.
رقمان عقب المواجهة
فشل سفيان رحيمي (17 هدفًا) في معادلة أسامواه جيان كأفضل هداف للعين (18) في دوري أبطال آسيا، حيث كان بحاجة لهدف واحد اليوم.
النصر لم يُهزَم على أرضه ضد فرق الإمارات (فاز في 4، تعادل 1)، ولم يخسر في آخر 11 مباراة في دور المجموعات، وهي أطول سلسلة له دون هزيمة في هذه المرحلة. كما لم يخسر في آخر 7 مباريات له على أرضه.