واستمرت الاحتفالات على مدار ثلاثة أيام، تمت دعوة الجمهور خلالها لتجربة مجموعةٍ متنوعة من الأنشطة الثقافية، وورش العمل التشاركية، والعروض الترفيهية الحية، وتجارب الطهي التي تعكس روح الوحدة وتبادل الثقافات بين الإمارات والصين. وأتاحت الفعالية للمشاركين فرصة استكشاف معارض متنوعة مقسّمة إلى مراحل “الماضي" و"الحاضر" و"المستقبل"، سلطت جميعها الضوء على محطاتٍ رئيسية في مسيرة الصداقة بين البلدين والرؤية الملهمة نحو المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تمّ تنظيم برنامج خاص في اليوم الرابع شاركت به مجموعة من المدارس حيث خاض الطلاب رحلة لاستكشاف صداقة الإمارات والصين التي تمتد لأربعين عاماً، والرابطة الثقافية وما يحمله المستقبل لهذه العلاقة.
وشهد اليوم الافتتاحي حضور عدد من الشخصيات البارزة في كلا البلدين، وكان من أبرزهم معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وسعادة تشانغ ييمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي أحمد بن علي الصايغ وزير دولة، ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي. والذين افتتحوا الاحتفالات باستقبالٍ بلمسةٍ تقليدية أصيلة، تلاه جولة تفاعلية في جميع المعارض التي تجسد الرحلة المشتركة بين الإمارات والصين.
وقد أضاف كل يوم من الفعالية أبعاداً جديدة للاحتفال، حيث استمتع المشاركون بمجموعة من ورش العمل التفاعلية التي شملت تجارب عملية في الحرف التقليدية، وفنّ الخط، وعروض فنية أخرى من الثقافتين الإماراتية والصينية. ومن خلال تسليط الضوء على التقدير المتبادل بين الثقافات، قدمت هذه الورش رؤى فريدة حول التراث الفني الغنيّ لكل دولة. واستمتع الحضور أيضاً بالعروض الحية التي دمجت تقاليد الإمارات والصين، بما في ذلك عروض الكونغ فو الشهيرة، والأداء المبهج لفرقة العيالة التراثية، مما جسد التناغم بين البلدين وسلط الضوء على روح التعبير الفنيّ المشترك بينهما.
وسلطت لوحات السرد القصصية التي روت تفاصيل الماضي، والحاضر، والمستقبل، الضوء على المحطات المهمة بين الإمارات والصين، بدءاً من فترة انطلاق وتوطيد العلاقات الدبلوماسية الرئيسية عام 1984. كما تعرّف الزوار على التبادلات التاريخية التي شكلت أساس بداية هذه العلاقة، وشهدوا على التعاون القائم اليوم في مجالات مثل التعليم والمبادرات البيئية والابتكار التكنولوجي، كما استأثروا بلمحةٍ عن المستقبل الذي يرتكز على الرؤية المشتركة من أجل السلام والازدهار العالمي.
وعكست هذه الاحتفالات المعاني السامية للتقدير والتعاون المتبادل، مظهرةً كيف يمكن لثقافتين مختلفتين السير معاً على جسر من الصداقة والتقدم.