واجهت سوق الطاقة الشمسية السكنية في أميركا رياحًا اقتصادية معاكسة، واضطرابات تفاقمت مع تأخر تخفيضات أسعار الفائدة وضعف الطلب من المستهلكين جراء ارتفاع التكلفة.
وكان من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة لتحفيز النمو الاقتصادي في وقت مبكر من العام، لكنه أرجأ ذلك حتى سبتمبر/أيلول الماضي، مع خفض الفائدة 0.50%، للمرة الأولى في 4 سنوات.
وتجلّت صعوبات سوق الطاقة الشمسية السكنية، عبر إعلان اثنتين من أكبر 5 شركات أميركية في هذه الصناعة -تيتان سولار باور (Titan Solar Power) وصن باور (Sun Power)- إفلاسهما في صيف هذا العام.
كما تقدمت شركة "لوميو" لتركيبات الألواح الشمسية السكنية بطلب لشهر إفلاسها في سبتمبر/أيلول 2024، مع النمو البطيء في المبيعات، وعدم انخفاض أسعار الفائدة بالوتيرة المتوقعة.
علاوة على ذلك، شهدت تركيبات الطاقة الشمسية السكنية في أميركا انخفاضًا خلال الربع الأول من 2024 بنسبة 25% على أساس سنوي، مع استمرار التراجع في الربع الثاني، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومن شأن العوامل السلبية التأثير في ثقة العملاء، الذين قد يُتركون دون دعم تمويلي أو خدمات في مراحل مختلفة من مشروعاتهم الشمسية.
ولذلك؛ فمن المتوقع انخفاض تركيبات الطاقة الشمسية السكنية في أميركا بنسبة 19% على أساس سنوي خلال 2024.
تفاؤل متوقع في التركيبات الشمسية الأميركية
بينما تواجه إضافات الطاقة الشمسية السكنية في أميركا حاليًا تحديات كبيرة، هناك أمل في التعافي خلال السنوات المقبلة، بداية من العام المقبل (2025)، الذي يُتوقع أن يشهد زيادة بنسبة 14%، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة (وود ماكنزي).
ويُعزى النمو المتوقع إلى ارتفاع سوق ملكية الطرف الثالث (TPO)، وزخم الحصول على ائتمانات ضريبية للاستثمار، فضلًا عن توقعات بانخفاض أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
وفي مقابل القروض ذات التكلفة المرتفعة، تمثل ملكية الطرف الثالث حلًا تمويليًا لأصحاب المنازل لتركيب ألواح شمسية على الأسطح دون التكاليف الأولية لشراء النظام الشمسي؛ إذ تمتلك شركة الطاقة الشمسية النظام وتحافظ عليه، في حين يمكن لصاحب المنزل استعمال الكهرباء المولدة، مع دفع رسوم مقابل ذلك.
وتُحرز ولايات مثل كاليفورنيا وهاواي مستويات كبيرة في سوق الطاقة الشمسية السكنية في أميركا، إلا أنه على المستوى الوطني قد يكون لدى 8% فقط من المنازل تركيبات شمسية بحلول عام 2024.
وتشير التوقعات إلى أن التركيبات الشمسية السكنية في أميركا قد تتجاوز 1500 غيغاواط بحلول 2050، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
نمو قطاع ملكية الطرف الثالث في سوق الطاقة الشمسية
رغم معاناة تركيبات الطاقة الشمسية السكنية في أميركا، فإن قطاع ملكية الطرف الثالث حقق حصة قياسية بلغت 42% من هذه السوق، في الربع الثاني من 2024، حيث تعمل إضافات الحوافز الضريبية الاستثمارية للمحتوى المحلي على دفع النمو.
وتسيطر شركتا صن رن (Sunrun) وصن نوفا (Sunnova) على قطاع ملكية الطرف الثالث في سوق الطاقة الشمسية السكنية، رغم انخفاض حصتهما إلى 65% في النصف الأول من 2024، مع ظهور منافسين جدد.
وتستحوذ إضافات المحتوى المحلي على تركيز كبير في صناعة الطاقة الشمسية لدى أميركا، وذلك لأن جميع مشروعات الطاقة المتجددة تقريبًا يمكنها التقدم بطلب للحصول على هذا الائتمان، على عكس الجهات الأخرى التي قد يكون لديها معايير أكثر تحديدًا.
قطاع قروض الطاقة الشمسية
في مقابل زيادة حصة قطاع ملكية الطرف الثالث في سوق الطاقة الشمسية السكنية، ما تزال حصة القروض منخفضة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وجراء أسعار الفائدة المرتفعة، انخفض الاعتماد على القروض في تمويل تركيبات الطاقة الشمسية السكنية في أميركا بنسبة 27% خلال 2024.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول إلى ما يتراوح بين 4.75% و5%، فإن هذا التغيير لم يفعل الكثير للتأثير في تسعير القروض.
وبالنظر إلى المستقبل، مع توقعات مزيد من الانخفاض في أسعار الفائدة الأميركية، من المتوقع تعافي قطاع القروض في عامي 2025 و2026، وإن كان بوتيرة أبطأ من سوق ملكية الطرف الثالث سريعة التوسع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..