تواصل إسرائيل رفض العودة إلى الوضع السابق بعد هجومها العسكري وتوغلها البري في لبنان، وعلى الرغم من تعبيرات التفاؤل التي أطلقها رئيس الوزراء اللبناني والدبلوماسيون الأمريكيون الذين يزورون المنطقة، يبدو أن وقف إطلاق النار في لبنان غير مرجح في المستقبل القريب؛ وفقًا لتحليل صحيفة آراب ويكلي اللندنية.
ويبدو أن إسرائيل غير راغبة في العودة إلى الوضع السابق بعد هجومها العسكري في لبنان، أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبعوثين الأمريكيين، بريت ماكجورك وآموس هوكشتاين، اللذيْن كانا في إسرائيل في محاولة جديدة لتيسير مفاوضات وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة، أن قبول إسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان يتوقف على قدرتها على "مواجهة التهديدات" وإعادة النازحين إلى الشمال.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن المفاوضين أحرزوا "تقدما جيدا" نحو التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في لبنان، وأشار بلينكن إلى أن واشنطن "تعمل بجد" على إبرام الترتيبات بشأن اتفاق يشمل انسحاب ميليشيا حزب الله الشيعية من منطقة الحدود مع إسرائيل ودعا بلينكن مجددا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
وقال بلينكن "من المهم التأكد من أن لدينا وضوحا، سواء من لبنان أو من إسرائيل، بشأن ما قد يكون مطلوبا بموجب القرار 1701 لتحقيق تنفيذه الفعال، وانسحاب قوات حزب الله من الحدود، ونشر القوات المسلحة اللبنانية، والسلطات التي سيعملون بموجبها، وآلية إنفاذ مناسبة".
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، متحدثا إلى جانب بلينكن ونظرائهم الكوريين الجنوبيين، إن هناك "فرصة" في لبنان، مضيفًا: "نأمل أن نرى الأمور تتحول في لبنان في المستقبل غير البعيد".
وقالت مصادر إن المحادثات تركزت على توقف لمدة 60 يوما للسماح بتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والذي من شأنه أن يستلزم انسحاب جماعة حزب الله المسلحة من جنوب نهر الليطاني.
وعلى النقيض من الحرب التي استمرت عاما في غزة، لم تصل الولايات المتحدة إلى حد الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان ودعمت إلى حد كبير الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله، في حين أعربت عن قلقها بشأن مصير المدنيين.
ونشرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية ما قالت إنه مسودة اتفاق تنص على هدنة أولية لمدة 60 يوما على أساس تنفيذ قراري الأمم المتحدة 1701 و1559، وتم اعتماد القرار 1559 في عام 2004 ودعا إلى حل ونزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان، وقالت الوثيقة، التي قالت هيئة الإذاعة إنها اقتراح مسرب كتبته واشنطن، إن إسرائيل ستسحب قواتها من لبنان خلال الأسبوع الأول من وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.
وفي تصريحات سابقة، قال هوكشتاين للصحفيين في بيروت إن هناك حاجة إلى آليات أفضل لتطبيق القرار، حيث لم تنفذ إسرائيل ولا لبنان القرار الذي صدر قبل 18 عاما بالكامل. ودعا مشروع القرار الذي تسرب يوم الأربعاء إلى إنشاء ترتيب دولي مستقل للإشراف على وقف إطلاق النار، وهذه المرة، من غير المتوقع أن يزور هوكشتاين لبنان. خلال زيارات سابقة، التقى بزعماء لبنانيين بما في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوسيط المعين من قبل حزب الله.
يعتقد المحللون أن الحزب اللبناني مهتم بهدنة تسمح له بإعادة تجميع صفوفه دون أن يبدو مستسلما، وقال قاسم قصير، المحلل اللبناني المقرب من الحزب، لوكالة فرانس برس إن وقف إطلاق النار "أولوية" بالنسبة لحزب الله حتى يتمكن من "إعادة تنظيم صفوفه" ولفت إلى أنه من المحتمل أن تتم الموافقة على نشر الجيش (في جنوب لبنان) والابتعاد عن الحدود، ولكن ليس أكثر من ذلك"، في إشارة إلى المطالب الإسرائيلية لحزب الله بالانسحاب نحو 30 كيلومترا من الحدود.
وقال ديفيد وود، كبير المحللين في شؤون لبنان في مجموعة الأزمات الدولية، إن حزب الله يتحرك نحو نقطة حيث يمكنه قبول تنفيذ القرار 1701 للأمم المتحدة ووفقا لديفيد وود، فإن حزب الله يتعرض لقدر هائل من الضغوط من جانب خصومه السياسيين وقاعدة دعمه، "لإنهاء هذه المذبحة".
وفي الوقت نفسه، بدا التفاؤل الذي أبداه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يوم الأربعاء بعد مكالمة هاتفية مع المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين مبالغا فيه بعض الشيء، كما قال المحللون.
وقال نجيب ميقاتي في مقابلة تلفزيونية مع قناة الجديد اللبنانية: "إن المكالمة التي أجريت اليوم مع هوكشتاين أوحت لي بأننا ربما نتمكن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الأيام المقبلة، قبل الخامس من نوفمبر/ وأشار ميقاتي إلى أن حزب الله لم يعد يربط بين وقف إطلاق النار في لبنان والهدنة في غزة، ولكنه انتقد الجماعة بسبب تراجعها "المتأخر".
وفي السابق، أعلن حزب الله مرارا وتكرارا أنه لن يوقف هجماته على إسرائيل إلا إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وقال زعيم حزب الله اللبناني الجديد نعيم قاسم يوم الأربعاء إن حزب الله سيقبل بوقف إطلاق النار.