تتواصل على مستوى مدينة المحمدية عملية غرس النخيل في جنبات الشوارع ووسط الأحياء دون اكتراث بمطالب النشطاء البيئيين المطالبين بوقف عملية التنخيل.
وعبرت فعاليات مدنية على مستوى مدينة المحمدية عن استيائها من تنامي الظاهرة، دون تجاوب مع نداءات المواطنين ومناشداتهم بشأن غرس الأشجار بدل النخيل.
وفي وقت وعدت السلطات الولائية بجهة الدار البيضاء سطات بالتفاعل الإيجابي مع نداءات المواطنين والنشطاء المدنيين بخصوص وقف غرس النخيل فإن سلطات المحمدية لم تحرك ساكنا في هذا الموضوع، تاركة العملية متواصلة.
واعتبرت فعاليات بالمدينة أن “استمرار غرس النخل يبين وكأن المحمدية لها سلطة خارج السلطات المعنية، فالنخيل رغم ما رُوّج عن تدخل الوالي لمنع غرسه بالمنطقة مازال ينبت وكأنه يرفض التخلي عن معانقة هواء المدينة المتهالك”، وفقها.
في هذا الصدد قال سحيم محمد السحايمي، رئيس جمعية زهور للبيئة والتنمية المستدامة بالمحمدية: “بعد أن استبشرنا خيرا حين تناقلت كبريات المنابر الإعلامية خبرا مفاده أن والي جهة الدار البيضاء سطات أصدر قرارا يمنع غرس أنواع محددة من الأشجار، ومنها الواشنطونيا التي صارت من كثرتها لا تطيقها الأعين ولا تحبذها الأنفس، وكأنها آفة مرضية تستوجب اجتثاثها، نفاجأ اليوم، وفي ضرب صارخ لمبتغانا كمدافعين عن البيئة، وعكس ما أمر به والي الجهة، بغرس عدد من نخيل الواشنطونيا على مستوى شارع 3 مارس المؤدي إلى شاطئ مانسمان”.
وسجل السحايمي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأمر يدفع إلى القول إن احترام أمر والي الدار البيضاء سطات لا ينطبق على مسؤولي جماعة المحمدية”.
وشدد الناشط البيئي ذاته على أن “مدينة المحمدية تبقى استثناء، فيما يجب أخذ أمورها البيئية على محمل الجد، فهي من بين المدن الأعلى نسبة في عدد المصابين بالأمراض الناتجة عن التلوث الصناعي، وكثافتها السكانية تكاد تلامس 300 ألف نسمة، وما عشناه في السنوات الأخيرة هو طغيان المباني السكنية على حساب المساحات الخضراء”.
وتابع المتحدث نفسه بأن “أخذ مسألة التشجير كمبدأ أساسي لا محيد عنه”، وزاد: “بذلك نختار الطريق السهل لترميم ما أفسده التلوث، وما نتج عن هذا التكتل العمراني من مشاكل صحية، جسدية ونفسية”.
وكانت فعاليات مدنية على مستوى العاصمة الاقتصادية استبشرت خيرا بتفاعل السلطات الولائية في شخص والي جهة الدار البيضاء سطات، محمد امهيدية، مع مطالب وقف تنخيل الشوارع، خصوصا الشوارع التي ستتم إعادة تهيئتها.
ويرفع مواطنون منذ فترة طويلة مطالب للجهات المختصة قصد وقف تنخيل الشوارع وغرس الأشجار بدلها، غير أنها لم تجد آذانا صاغية، إذ يواصل المنتخبون غرس النخيل.