شارك الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، في الملتقى الخامس عشر للتحالف العالمي لشراكات مشغلي المياه (UN GWOPA) التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
ضرورة تحسين خدمات المياه
أكد سويلم على ضرورة تحسين خدمات المياه بشكل عام وخاصة الشرب والصرف الصحي والري على الصعيد العالمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا لاعتماد رؤية مصر 2030 على عدد من المبادئ لتحقيق هذه الأهداف من خلال إدارة موارد المياه بشكل فعال، خاصة مع وجود تحديات كبيرة تواجه قطاع المياه في مصر مثل ندرة المياه وتغير المناخ، وكون مصر واحدة من أكثر دول العالم جفافًا وأقلها تعرضًا لهطول الأمطار، واعتمادها بشكل شبه كامل على نهر النيل لتلبية احتياجاتها من المياه، مع تخصيص 75% من المياه في مصر لقطاع الزراعة، ومع ذلك تواجه مصر عجزًا كبيرًا بنسبة 50% من احتياجاتها المائية الإجمالية.
إنجازات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"
واستعرض سويلم ما تحقق من إنجازات في المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" والتي تهدف لتحسين ظروف المعيشة في المناطق الريفية من خلال القضاء على الفقر، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الرعاية الصحية، ودعم التعليم، وخلق فرص العمل. وقد لعبت وزارة الموارد المائية والري دورًا هامًا في تنفيذ مشروعات المبادرة من خلال تنفيذ مشروعات تأهيل الترع، والحماية من السيول، وحماية جوانب نهر النيل، وتشغيل الآبار الجوفية بالطاقة الشمسية في 54 مركزًا في 20 محافظة. حيث تم حتى الآن تأهيل حوالي 3280 كيلومتر من الترع، وجاري العمل في 720 كيلومتر أخرى، كما تم تنفيذ 6 مشروعات للحماية من أخطار السيول في محافظات المنيا وأسوان والجيزة، وتشغيل 8 آبار تعمل بالطاقة الشمسية في الفرافرة بالوادى الجديد، وتنفيذ أعمال حماية بطول 420 متر على جسور نهر النيل في صعيد مصر. كما تم تخصيص 147 قطعة أرض بمساحة تزيد عن 4 ملايين متر مربع في عدة محافظات لتنفيذ 188 مشروع خدمي عليها تشمل مراكز للشباب، ومحطات رفع، ومحطات صرف صحي، ومدارس، ووحدات صحية، ونقاط طوارئ، وأقسام شرطة، ومحطات إطفاء، ومجمعات خدمية، ومكاتب بريد، ومحطات حافلات، وجمعيات زراعية.
الاستراتيجية المائية في مصر
وأضاف: في ضوء وجود العديد من التحديات، مما يتطلب وضع وتنفيذ استراتيجية مائية تعزز الاستخدام الرشيد والفعال للموارد المائية المتجددة مع تعزيز الاعتماد على مصادر المياه غير التقليدية، فإن مصر قد توسعت بشكل كبير في معالجة وإعادة استخدام المياه مما يضيف حوالي 21 مليار متر مكعب من الموارد المائية غير التقليدية إلى الميزان المائي في مصر، ومن المتوقع زيادة هذا الرقم إلى 26 مليار متر مكعب في غضون عامين. كما تعمل الوزارة على تبني التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وحوكمة المياه، ودراسة تحلية المياه للإنتاج الكثيف للغذاء تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0.
تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي
وأشار إلى التحسن الحادث خلال السنوات السبع الماضية في توفير مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي في مصر، مع التزام الدولة المصرية بمواصلة العمل في هذا المجال خاصة في المناطق الريفية مع العمل على تحسين الكفاءة التشغيلية، وتحسين جودة الخدمات، وتوسيع نطاق العدادات المنزلية وتركيب أجهزة توفير المياه، وتنفيذ حملات توعية إعلامية للحفاظ على المياه.
الترابط بين المياه والغذاء والطاقة
وأكد سويلم على أهمية تطبيق مفهوم الترابط بين المياه والغذاء والطاقة باعتبار الإدارة الفعالة لموارد المياه والغذاء والطاقة أمرًا ضروريًا للتنمية وتحقيق النمو المستدام في مصر والمساهمة في مواجهة تأثيرات تغير المناخ، وهو ما برز بشكل خاص خلال فعاليات مؤتمر COP27 حيث أطلقت مصر المنصة الوطنية للترابط بين المياه والغذاء والطاقة (نوفى) للاستفادة من الشراكات الدولية في حشد تمويلات في مجال المناخ. كما تدرس الوزارة حاليًا إنشاء وحدة لتعزيز أفكار ومفاهيم نهج الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية WEFE NEXUS.
أهمية مشاركة الدول الإفريقية في المبادرة AWARE
كما أشار إلى أهمية مشاركة الدول الإفريقية والنامية في مبادرة AWARE التي أطلقتها مصر خلال مؤتمر COP27 والتي تسهم في دعم الدول الإفريقية والنامية من خلال توفير تمويلات من الشركاء والجهات المانحة لتنفيذ مشروعات للتكيف مع تغير المناخ، مشيرًا لتزايد إقبال الدول على الانضمام لهذه المبادرة الهامة التي انضم لها 30 دولة حتى الآن.
نقص البنية التحتية للمياه في إفريقيا
وأضاف الوزير أنه ووفقًا للبنك الدولي؛ يُقدر نقص البنية التحتية للمياه في إفريقيا بما يتراوح بين 43 - 53 مليار دولار سنويًا، مما يعيق الأمن المائي ويؤثر مباشرةً على جودة حياة المواطنين. وقد حرصت مصر خلال رئاستها لمجلس وزراء المياه الأفارقة (الأمكاو) على دعم الدول الإفريقية والتعاون مع أشقائنا الأفارقة لبناء شراكات وحشد التمويلات اللازمة للبنية التحتية في القارة الأفريقية، والعمل على تطوير خبرات وقدرات قوية تسعى الوزارة دوماً لمشاركتها مع أشقائها الأفارقة من خلال الدورات التدريبية التي يقدمها مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA) والذي يركز على بناء القدرات وتطوير الكوادر البشرية الإفريقية في مجال المياه والمناخ.