في حين تستمر مصر في المعاناة من تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس التي استمرت لأكثر من عام على حدودها الشمالية الشرقية، اقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي وقف إطلاق نار جديد لمدة يومين بين إسرائيل وحماس، وتأمل القاهرة أن يؤدي في النهاية إلى هدنة أوسع نطاقًا ودائمة.
وأعلن السيسي عن مبادرة وقف إطلاق النار خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في 27 أكتوبر، وقال إن الهدنة المقترحة ستشهد إطلاق سراح أربعة رهائن تحتجزهم حماس في قطاع غزة مقابل بعض السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال أيضًا إن الهدنة المؤقتة ستسمح بتسليم المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى قطاع غزة.
كان هذا الإعلان هو المرة الأولى منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر 2023، التي اقترح فيها الرئيس علنًا خطة لوقف إطلاق النار.
كانت مصر - إلى جانب قطر والولايات المتحدة - وسيطًا رئيسيًا بين إسرائيل وحماس، لكن جميع جهود الوساطة فشلت حتى الآن في كسر الجمود في المحادثات.
وقال السيسي إن خطته المقترحة تهدف إلى "تحريك الوضع إلى الأمام"، مضيفا أن المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار الدائم سوف تستأنف بمجرد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وبعد ساعات من إعلان السيسي عن خطته لوقف إطلاق النار، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاقتراح المصري.
وخلال اجتماع مع أعضاء حزبه الليكود في 28 أكتوبر، تكهن نتنياهو بأن حماس قد تقبل صفقة الهدنة المقترحة وشكك كالمعتاد في الخطة المصرية.
ونقل المجلس الأطلسي عن سمير فرج، الاستراتيجي المصري البارز، قوله إن نتنياهو رفض الاقتراح المصري لأنه يدعو إلى هدنة قصيرة الأمد لن تشهد إطلاق سراح سوى أربعة من الرهائن المتبقين.
وأوضح فرج: "يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه حقق مكاسب كبيرة من خلال القضاء على كبار قادة حماس وحزب الله في الأيام الأخيرة؛ واتفاقية الهدنة الوحيدة التي سيقبلها في هذه المرحلة هي تلك التي من شأنها أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين".
وتابع: "لقد تزايدت الضغوط على نتنياهو داخليًا؛ وصبر الجمهور الإسرائيلي، وخاصة عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس، ينفد في هذه المرحلة".
ومع ذلك، فإن رفض نتنياهو للصفقة المصرية يأتي أيضًا في وقت حيث العلاقات بين مصر وإسرائيل على المحك.
ارتفعت التوترات بين الجانبين في عام 2023، وقد أثار استيلاء إسرائيل على ممر فيلادلفيا في مايو غضب القيادة المصرية، التي حذرت في وقت سابق من أن الممر "خط أحمر".
وتخشى القاهرة أن تجبر الهجمات الإسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة اللاجئين الفلسطينيين على العبور إلى شبه جزيرة سيناء للهروب من العنف.