يوافق اليوم الأحد 3 من نوفمبر 2024، ذكرى المبتهل الإذاعي الكبير الشيخ محمد عبدالهادي؛ حيث يستعرض «موقع الحادثة» بعضًا من أسراره ومحطاته في عالم الإنشاد الديني.
محطات في حياة أسطورة الابتهال الديني محمد عبدالهادي
ولد الشيخ محمد عبدالهادي بقرية الوفائية مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة في 8 يونيو من عام 1938، أبوه كان عاملًا بالنسيج اليدوي وأمه تعاونه على العمل؛ ثم انتقل الى مدينة رشيد بمحافظة البحيرة مع الأم والأب ليتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، ثم يلتحق بإحدى مدارس التعليم المسائي ليحصل على شهادة محو الامية ليعمل بعد ذلك محفظًا للقرآن الكريم بأحد المعاهد الأزهرية برشيد.
في بداية حياته عمل كقارئ للقرآن الكريم في المناسبات المختلفة ثم التحق بإحدى فرق الإنشاد الديني الارتجالي كفرد في البطانة.
في عام 1963 يكون الشيخ محمد عبدالهادي كون فرقة مستقلة تضم بعض الموسيقيين وتفجرت به موهبة التأليف فألف بعض القصص والملاحم وجاب قرى الريف المصري بفرقته لإحياء المناسبات الدينية والاجتماعية على السواء وبدأ يعمل قصصا شعبية ثم الخطة الغنائية من تأليفه وألحانه، ومع توجه الدولة فى الستينيات وانحيازها للفلاحين والعمال يغنى الشيخ عبدالهادى عام 66 «يا أهل البلد يا فلاحين يا عاملين».
التحق بمعهد دمنهور للقراءات وحصل على إجازة التجويد وعالية القراءات ثم تخصص القراءات في عام 1975 ثم التحق بكلية الدراسات الإسلامية ليحصل على ليسانس الدراسات الإسلامية قسم اللغة العربية ثم الماجستير في علم اللهجات عام 1987 وتدرج في الوظائف في الأزهر الشريف حتى درجة موجه عام للقرآن وعلومه بمنطقة البحيرة الأزهرية.
أوفدته وزارة الأوقاف المصرية لإحياء ليالي شهر رمضان بالعديد من الدول الإسلامية والأجنبية كقارئ للقرآن حتى تلقى دعوات من الجالية الإسلامية بأستراليا لإحياء بعض الحفلات التي خصص دخلها لصالح بناء مشاريع تخدم المسلمين هناك.
كما التحق الشيخ محمد عبدالهادي بالإذاعة والتليفزيون كمطرب ثم كمبتهل عام 1981.
في عام 1963 كون فرقة مستقلة طاف بها قرى مصر وبدأ في تأليف القصص والملاحم، غنى 210 قصص وله العديد من الأعمال الخالدة أبرزها قصة مولد النور وأدهم الشرقاوي.
شارك في مسلسلات إذاعية منها «طريق السراب» مع محمود المليجي وكريمة مختار و«العزوة» مع حمدي أحمد وفيلم شوق مع عفاف شعيب و«عزيزة المصرية» مع فردوس عبدالحميد.
فارس الإنشاد الديني والملاحم الشعبية
يقول: «في بلدتنا الصغيرة دسوق بمحافظة كفر الشيخ وفى أيام وليالي مولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي في السبعينيات ومطلع الثمانينيات كان الآلاف يحتشدون أمام سرادق مكشوف يغنى فيه هذا الشاب الذى يرتدى الجبة والقفطان وهو يشدو بصوت لا تخطئه الأذن ومصاحبا بفرقة موسيقية صغيرة.
ومع كل جملة تهلل الألوف المحتشدة وتتمايل طربا مع هذا الصوت البديع للشيخ محمد أحمد عبدالهادي.
أطلق عليه المهتمون بالفن الشعبي فارس الإنشاد الديني والملاحم الشعبية بسبب كثرة القصص التي يؤديها ومنها: «ملحمة أدهم الشرقاوي»، و«صابر والصابرين» وقصة الأخوة والشيطان وقصة حاكم القصر.
تعلم من أستاذه الشيخ سيد جاد فقد كان يسير حوالى 20 كيلومترا لسماعه ولذلك بدأ صغيرا في فن القصص الشعبي والإنشاد الديني وحاول الظهور في المناسبات والأفراح والأعياد والموالد.
وفي إحدى المناسبات في دير شابة- التابعة لدسوق بكفر الشيخ - يقول الشيخ محمد عبدالهادي: «كنت منشدا صغيرا فطردني أحد الرجال بالقرية حتى بدأت أنشد قصة زين العابدين فقرر من طردني أن يوصلني محمولًا على رأسه».
أسطورة الابتهال الديني
يقول الشيخ منتصر الأكرت كبير مبتهلي الإذاعة المصرية إن الشيخ محمد عبدالهادي، كان يتمتع بصوت شجى لا تجده في هذا الزمان، فهو أستاذ في المقامات الصوتية لدرجة أنني لم أسمع له مدى حياتي جمله واحده فيها نشاز، وكان يتمتع بفن وإلقاء القصص الشعبية بدرجة امتياز، وكان له جماهير عريضة في هذا الفن في الأفراح والموالد.
وتابع «الأكرت» أما عن كونه مبتهل إذاعي: «كان استاذنا في فن الابتهال الديني وكان من كبار مبتهلي الإذاعة والتليفزيون، وكان رحمه الله تعالى تربطنا به علاقة طيبة للغاية وكان يناديني بالفنان، ولما كنا نعرف ميعاده في هواء الفجر»، مضيفًا: أنا عن نفسى كنت أنتظره بفارغ صبر لكى أعرف واستمتع بما يقول بفنه وجملة الموسيقية.
واختتم: «الشيخ محمد عبدالهادي أنا أسميه بالأسطورة، وبلا شك أننا خسرنا قيمة كبيرة في عالم الابتهال الديني والفن الشعبي الديني».
تابع أحدث الأخبار عبر