أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن معدلات المشاركة في التصويت المبكر لانتخابات الرئاسية الأمريكية ارتفعت بشكل ملحوظ رغم "تشكك" الحزب الجمهوري ومرشحة الرئيس السابق دونالد ترامب في نزاهته.. وقالت إن "الشعب أمريكي لا ينتظر، إلى حد كبير، يوم الانتخابات للتصويت، حيث أدلى أكثر من 69 مليون شخص بأصواتهم بالفعل حتى، أمس الأول الجمعة، وهو ما يقرب من 44 في المائة من العدد الإجمالي للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عام 2020".
وأضافت الصحيفة، في تقرير إخباري بعددها الصادر اليوم الأحد، أن هذا يشمل 4 ملايين ناخب في ولاية جورجيا، أي 80 في المائة من إجمالي الذين صوتوا هناك في عام 2020، وفي ولايتي أريزونا وكارولينا الشمالية حضر ما يقرب من نصف الناخبين المؤهلين بالفعل كما كان عدد بطاقات الاقتراع قبل يوم الانتخابات في ديلاوير أعلى من أي وقت مضى".
ونقلت عن باري بوردن، مدير مركز أبحاث الانتخابات بجامعة ويسكونسن في ماديسون قوله "يوم الانتخابات هو مجرد نهاية التصويت.. الآن لدينا العديد من أيام الانتخابات، وهو مجرد اليوم الأخير الذي يمكن فيه الإدلاء بالأصوات".
وتابعت الصحيفة أنه "في حين أن معدلات التصويت المبكر على مستوى البلاد ليست مرتفعة تمامًا كما كانت في هذا الوقت من عام 2020، إلا أنها أعلى بكثير مما كانت عليه في عام 2016 أو أي عام انتخابي سابق.. لقد فوجئ البعض بالإقبال، خاصة بعد أن أمضى الرئيس السابق دونالد ترامب والعديد من الجمهوريين سنوات في التأكيد "زورًا" على أن التصويت المبكر والبريدي أقل موثوقية من التصويت في يوم الانتخابات.. وهذا العام، أظهر ترامب انفتاحًا أكبر على التصويت المبكر، خاصة في الأيام الأخيرة من الحملة".
وفي المقابلات، قال الناخبون في جميع أنحاء البلاد إنهم يحبون القدرة على اختيار وقت التصويت لضمان حصولهم على وقت كافٍ في حالة وجود طوابير طويلة.. وأنه من خلال القيام بذلك، تجنبوا فرصة أن يمنعهم سوء الأحوال الجوية أو المرض أو يوم عمل مزدحم من الوصول إلى مواقع الاقتراع.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الاهتمام المتزايد بالتصويت المبكر يعكس أيضًا طبيعة السباق الرئاسي، حيث لم تتزحزح استطلاعات الرأي بالكاد لأسابيع، ولا يحتاج العديد من الناخبين إلى سماع المزيد من المرشحين لتكوين آرائهم.
وقالت تيري إليس (71 عامًا) بعد الإدلاء بصوتها لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس، يوم الخميس، في مارشال بولاية ويسكونسن: "بهذه الطريقة يمكنني إنجاز الأمر في وقت مبكر دون طوابير".
وكان كريس لوزر، وهو عامل ماكينات في الضواحي الشرقية لهيوستن، في طريقه إلى العمل، يوم الجمعة، عندما مر بموقع التصويت المبكر في مركز مجتمعي، ولاحظ أن الساحة كانت نصف فارغة، ولم يكن هناك طابور.. وقال لوزر (53 عامًا)، الذي صوت لصالح ترامب للمرة الثالثة:"دعونا نستفيد من هذا (في إشارة إلى التصويت المبكر)".
وتوقعت الصحيفة أن يستمر عدد بطاقات التصويت المبكر في الارتفاع قبل يوم الانتخابات.. وفي التجمعات الأخيرة في الولايات المتأرجحة، ناشد ترامب وهاريس أنصارهما والناخبين غير الحاسمين الإدلاء بأصواتهم مبكرًا.
وتختلف قواعد التصويت على نطاق واسع من ولاية إلى أخرى.. ويسمح البعض بأسابيع من التصويت المبكر الشخصي، ويرسل البعض الآخر بطاقات الاقتراع بالبريد تلقائيًا إلى جميع الناخبين المسجلين ويحدد البعض الآخر بدقة متى يمكن للناخب الإدلاء بصوته قبل يوم الانتخابات.
وتوفر برامج التصويت المبكر منفذًا للناخبين المتحمسين للتعبير عن دعمهم للمرشحين، لكنها لا تؤدي بالضرورة إلى المزيد من التصويت بشكل عام، كما قال بوردن من مركز أبحاث الانتخابات في ويسكونسن.