مع دخول فصل الخريف واقتراب فصل الشتاء، تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، وتتغير الأحوال الجوية بشكل ملحوظ.
هذا التغير المناخي يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بنزلات البرد، خاصةً مع انتشار الفيروسات الموسمية التي تنتقل بسهولة بين الأفراد.
تعد نزلات البرد من أكثر الأمراض شيوعاً خلال هذا الوقت من السنة، وهي من الأمراض التي تؤثر على جميع الفئات العمرية دون استثناء. يُصاب الكثيرون بنزلات البرد بشكل متكرر في هذا الموسم نتيجة لضعف الجهاز المناعي، وكذلك بسبب ظروف التزاحم في الأماكن المغلقة والتعرض للهواء البارد المفاجئ، مما يسهم في تهيئة البيئة المناسبة لتكاثر الفيروسات وانتقالها.
يعدّ فصل الخريف وقتاً يشهد فيه الجسم نوعاً من الاضطراب نتيجة تغير الطقس من حار إلى بارد، مما يجعله عرضة للتأثر بالبرد، خاصةً إذا لم تتخذ الاحتياطات اللازمة.
وخلال السطور التالية، سنستعرض أعراض نزلات البرد بشكل شامل، بالإضافة إلى أفضل طرق الوقاية منها وكيفية تعزيز مناعة الجسم لمقاومة الفيروسات الموسمية.
أعراض نزلات البرد
نزلات البرد هي عدوى فيروسية تؤثر على الجهاز التنفسي العلوي، وخاصة الأنف والحنجرة، وتنتقل عبر الهواء من شخص لآخر عن طريق الرذاذ أو لمس الأسطح الملوثة. تبدأ أعراض نزلات البرد عادةً بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الإصابة بالفيروس، وتتضمن مجموعة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها من شخص لآخر:
1. التهاب الحلق: غالباً ما يكون التهاب الحلق من أولى علامات البرد، حيث يشعر المصاب بجفاف وحكة في الحلق وصعوبة في البلع.
2. احتقان الأنف وسيلانه: يصاحب نزلات البرد انسداد في الأنف نتيجة الالتهاب وزيادة إفراز المخاط، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
3. العطس المتكرر: العطس هو رد فعل طبيعي من الجسم لمحاولة طرد الفيروسات من الجهاز التنفسي.
4. السعال: يُصاب العديد من الأشخاص بالسعال الجاف أو المصحوب بالبلغم، وقد يستمر لبضعة أيام بعد اختفاء الأعراض الأخرى.
5. ارتفاع طفيف في درجة الحرارة: قد ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل طفيف، وتصل إلى 38 درجة مئوية، في بعض الحالات.
6. آلام الجسم والعضلات: يشعر المريض بألم عام وإرهاق، مما يجعله يميل للراحة وعدم القيام بالأنشطة اليومية.
7. صداع خفيف: يصاحب نزلات البرد أحياناً صداع طفيف خاصةً في منطقة الجبهة.
تستمر هذه الأعراض عادة لمدة تتراوح بين 3 إلى 7 أيام، وتختفي تدريجياً مع العناية والراحة. ومع ذلك، قد يتطور الوضع إلى التهاب حاد في الجهاز التنفسي إذا لم يُعالج البرد بشكل صحيح.
مع بداية تغير الجو: أعراض نزلات البرد وطرق الوقاية منها
يمكن الوقاية من نزلات البرد بشكل كبير من خلال اتباع بعض الإرشادات والنصائح التي تهدف إلى تعزيز المناعة وتقليل فرص التعرض للفيروسات.
إليكم أهم الطرق التي تساعد في الحماية من نزلات البرد:
1. غسل اليدين بانتظام: يعد غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون من أهم وسائل الوقاية، حيث يقضي على الجراثيم التي قد تُنتقل من الأسطح إلى الجهاز التنفسي.
2. تجنب لمس الوجه: الفيروسات قد تنتقل من الأسطح إلى الجسم عن طريق لمس العينين أو الأنف أو الفم، لذا يجب تجنب لمس الوجه بقدر الإمكان.
3. تعزيز المناعة بتناول الغذاء الصحي: يساهم النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على الفيتامينات والمعادن في تعزيز مناعة الجسم، ويفضل تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والجوافة، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة.
4. الحفاظ على التدفئة: مع برودة الجو، يجب الحرص على تدفئة الجسم جيداً وارتداء الملابس المناسبة عند الخروج لتجنب التعرض المفاجئ للبرد.
5. شرب السوائل بكثرة: الحفاظ على ترطيب الجسم مهم لمقاومة نزلات البرد، إذ يساعد شرب الماء الدافئ والعصائر الطبيعية على طرد السموم من الجسم وترطيبه.
6. تجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان: تزداد احتمالية انتقال الفيروسات في الأماكن المزدحمة والمغلقة، لذا يُفضل تجنبها أو استخدام الكمامات الوقائية.
7. النوم الجيد: النوم الجيد يعد من أهم عوامل تعزيز المناعة، حيث يحتاج الجسم إلى الراحة ليتمكن من مقاومة الفيروسات. ويُنصح بالحصول على ما بين 7-8 ساعات من النوم يومياً.
8. ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يعزز صحة الجهاز التنفسي ويدعم المناعة، ويفضل ممارسة الرياضة في الأماكن المفتوحة.
علاجات منزلية تساعد في تخفيف الأعراض
عند الإصابة بنزلة برد، يمكن الاعتماد على بعض العلاجات المنزلية لتخفيف الأعراض والمساعدة في الشفاء السريع، ومنها:
- شرب الشاي الدافئ: الشاي بالأعشاب مثل الزنجبيل والنعناع يساعد على تهدئة الحلق والتقليل من السعال.
- الغَرغرة بالماء المالح: يساعد الماء المالح في تخفيف التهاب الحلق وتقليل تراكم البلغم.
- استخدام العسل والليمون: خليط العسل والليمون يساعد في تعزيز المناعة وتهدئة الحلق الملتهب.
- الراحة الكافية: الراحة تساعد الجسم على التركيز على مكافحة الفيروس والتعافي السريع.
الجدير بالذكر أن نزلات البرد تعتبر من الأمراض الشائعة خلال موسم تغير الطقس، ولكن يمكن الوقاية منها بشكل كبير من خلال الالتزام بالنظافة الشخصية، وتعزيز المناعة بتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.
وفي حال الإصابة، يمكن تقليل الأعراض من خلال بعض العلاجات المنزلية والاستراحة الكافية. إن الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية يجعلنا قادرين على الاستمتاع بالموسم البارد دون التعرض للأمراض الموسمية المزعجة.