حذر خبراء فيروسات من أن سلالة خطيرة من جدرى القرود، تُعرف بـ "MPOX clade 1b"، قد تنتشر بصمت في المملكة المتحدة دون أن يتم اكتشافها.
وقد جاءت هذه التحذيرات بعد تسجيل أول إصابة بهذه السلالة في البلاد، ما أثار مخاوف من احتمال تفشيها على نطاق أوسع.
أول حالة إصابة بسلالة قاتلة
تم اكتشاف الإصابة بسلالة "clade 1b" بعد أن عاد مريض من عطلة في إفريقيا إلى المملكة المتحدة يوم 21 أكتوبر.
وبعد يوم واحد من وصوله، بدأت تظهر عليه أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا تلاها طفح جلدي، وتم نقله لاحقًا إلى وحدة العزل في مستشفى رويال فري في لندن. وتُعتبر هذه السلالة قاتلة، حيث تقتل حوالي 10% من المصابين بها.
مخاوف من انتشار غير مكتشف
أعرب خبراء عن قلقهم من احتمال وجود حالات لم يتم اكتشافها في المملكة المتحدة، إذ أن الأعراض قد تكون خفيفة أو غير واضحة، مما قد يسهم في انتقال المرض بصمت. وأشار الدكتور عظيم مجيد، خبير الصحة العامة في إمبريال كوليدج، إلى ضرورة تكثيف المراقبة لتحديد الحالات والحد من انتشار الفيروس في وقت مبكر.
كما أكد خبير الأمراض المعدية بجامعة ريدينج، الدكتور سيمون كلارك، أن حالات الانتشار الصامت ممكنة، خاصةً مع عدم وجود فحص شامل للقادمين من الخارج.
إجراءات احترازية وتطعيمات
رغم المخاوف، أكدت وكالة الأمن الصحي البريطانية أن التهديد على الصحة العامة لا يزال منخفضًا، وأشارت إلى مراقبة أقل من عشرة أشخاص ممن خالطوا المريض.
كما تعمل الهيئة على تأمين إمدادات إضافية من لقاح "إمفانيكس" المستخدم في الوقاية من الجدرى، الذي أثبت فاعلية ضد فيروس جدرى القرود، مما يوفر حماية للفئات المعرضة للخطر.
انتشار السلالة في أفريقيا وتحديات السيطرة
سجلت سلالة "clade 1b" انتشارًا واسعًا في وسط أفريقيا، حيث تسببت بوفاة حوالي 1000 شخص. وتضررت دول مثل الكونغو، بوروندي، ورواندا بشكل كبير.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن معدل الوفيات الناجم عن هذه السلالة في الدول المتقدمة مثل المملكة المتحدة قد يكون أقل بفضل توافر الرعاية الصحية.
الأعراض وأهمية التشخيص المبكر
تشمل أعراض جدرى القرود طفحًا جلديًا أو آفات مليئة بالصديد، والتي قد تستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويمكن أن تتطور العدوى في بعض الحالات إلى الرئتين أو الدماغ، مما يشكل خطرًا على الحياة. ويحث الأطباء على ضرورة العزل وتجنب الاتصال بالآخرين عند ظهور الأعراض، والتي تشمل أيضًا الحمى، وآلام العضلات، وتورم الغدد الليمفاوية، لتقليل فرص انتشار الفيروس.
تواصل وزارة الصحة تعزيز جهودها للسيطرة على المرض ومنع انتشاره، بما يشمل توعية المجتمع والتوسع في إعطاء اللقاح للفئات الأكثر عرضة للإصابة.