استعرض الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، تداعيات هجمات الحوثيين علي السفن التجارية المارة عبر باب المندب وجنوب البحر الأحمر، وتأثيرها السلبي على المصالح المصرية، مشيرًا إلى أن تلك التداعيات كبدت الاقتصاد المصري خسائر بالغة لعوائد قناة السويس تقدر بنحو 6 مليارات دولار.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية والهجرة، الجمعة، أرسينيو دومينجيز، سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية.
رحب وزير الخارجية بزيارة المسؤول الأممي إلى مصر، التي تعد الزيارة الأولى له منذ توليه مهام منصبه، مُشيرًا إلى اهتمام مصر البالغ بنطاق عمل المنظمة، التي تشمل الموضوعات المرتبطة بالشحن والنقل البحري.
وفيما يتعلق بمسار التعاون بين مصر والمنظمة البحرية الدولية، أكد وزير الخارجية حرص الجانب المصري على تعزيز أطر التعاون المشترك مع المنظمة لما يمثله الشحن والنقل البحري من أهمية متقدمة بالنسبة لمصر، لاسيما في ضوء أهمية قناة السويس كأحد ابرز الممرات المائية العالمية، وما تمتلكه مصر من سواحل ممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط.
وأشار، إلى أن مصر سوف تستمر في لعب دور ريادي داخل المنظمة؛ انطلاقًا من عضويتها في مجلسها التنفيذي، واهتمامها البالغ بمجال النقل البحري، مُعربًا عن تطلع مصر لافتتاح مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة الخاص بالدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمدينة الإسكندرية خلال الأشهر المقبلة، مُشيرًا إلى أن استضافة مصر لهذا المكتب من شأنه تعزيز التعاون بين المنظمة ودول المنطقة والدفع به إلى آفاق أرحب.
وتتوقع شركة "إيه. بي. مولر ميرسك" استمرار الطلب القوي على شحن البضائع حول العالم في الأشهر المقبلة، لكنها لا ترى عودة للإبحار عبر قناة السويس حتى عام 2025 بسبب التهديد بهجمات قد تستهدف السفن العابرة في البحر الأحمر.
ووفقًا لصحيفة أمريكان جورنال للنقل، تسببت الهجمات على السفن في البحر الأحمر من قبل المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران في تعطيل طريق شحن حيوي للتجارة بين الشرق والغرب، مع إعادة توجيه الشحنات لفترات طويلة مما دفع أسعار الشحن إلى الارتفاع وتسبب في ازدحام في الموانئ الآسيوية والأوروبية.
وقال الرئيس التنفيذي فينسنت كليرك للصحفيين: "لا توجد علامات على خفض التصعيد وليس من الآمن لسفننا أو موظفينا الذهاب إلى هناك... لذا نتوقع في هذه المرحلة أن يستمر الأمر الواقع حتى عام 2025".
وأعلنت شركة الشحن العالمية أنها شهدت طلبًا قويًا في الربع الثالث مدفوعًا بشكل خاص بالصادرات من الصين وجنوب شرق آسيا وإنها لم تر أي علامات على تباطؤ في الأحجام من أوروبا أو أمريكا الشمالية في الأشهر المقبلة.
وقال المحلل ميكيل إميل جينسن من سيدبنك لرويترز "كانت الإدارة متفائلة بشأن المستقبل القريب وسلطت الضوء على الطلب الجيد على شحن الحاويات".
وأضاف جينسن أن بعض المستثمرين قد يتوقعون أيضًا أن تستأنف ميرسك برنامج إعادة شراء الأسهم المعلق على الرغم من أن الشركة قالت إن القرار لم يتخذ بعد.
وارتفعت أسهم ميرسك بنسبة 6.4٪ بحلول الساعة 1253 بتوقيت جرينتش.
وتجاهل كليرك المخاوف من أن الانتخابات الأمريكية والتعريفات التجارية المحتملة قد تقلب سوق الشحن العالمية رأسًا على عقب، مضيفًا: "لا يرى أي من المرشحين (في الانتخابات الأمريكية) أننا بحاجة إلى إبطاء النشاط الاقتصادي ما دام الاقتصاد يبدو قويا والاستهلاك قويا فسوف يستمر الطلب القوي على حركة الحاويات".
وأكدت ميرسك أرباحها الأولية القوية في الربع الثالث والتي صدرت في 21 أكتوبر، عندما رفعت أيضا توقعاتها للعام بأكمله مشيرة إلى الطلب القوي والاضطرابات المستمرة في الشحن عبر البحر الأحمر.