تتّسق خطة تطوير حقل عين أمناس مع إستراتيجية الجزائر لإثراء مواردها من الغاز، والدفع باتجاه زيادة الإنتاج لتلبية الطلب المحلي والتوسع في الصادرات، خاصة لأوروبا.
وبحسب قاعدة بيانات حقول النفط والغاز الجزائرية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يعدّ الحقل أكبر مشروعات الغاز الرطب في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، وتعول عليه البلاد في خطة زيادة الإنتاج إلى 200 مليار متر مكعب سنويًا "على المدى المتوسط"، من 37 مليار متر مكعب حاليًا.
ويُعرف الغاز الرطب جيولوجيًا بوصفه أحد أنواع الغاز الطبيعي الذي يحتوي على ميثان أقل 85%، وكميات متزايدة من الإيثان، لكن على صعيد الإنتاج وداخل مرافق الصناعة، يعدّ الغاز الرطب غازًا ممزوجًا بالماء، وفق تعريف شركة إس إل بي (SLB) الأميركية المعروفة سابقًا باسم "شلمبرجيه"، أكبر شركات خدمات حقول النفط في العالم.
وسُمّي الحقل بعين أمناس (In Amenas) نسبة إلى بلدة صحراوية تحمل الاسم ذاته في الجزائر، وتقع قرب الحدود المشتركة مع ليبيا، ويُطلق عليه في بعض الأحيان "عين أميناس"، لكن في اللغة الأمازيغية يطلق عليه "إن أميناس".
الغاز الرطب في الجزائر
يشكّل حقل عين أمناس مشروعًا متكاملًا بالنسبة لقطاع الغاز الجزائري، إذ يتألف من 4 حقول، بالإضافة إلى مرافق للإنتاج والمعالجة.
ويقع المشروع في حوض إليزي جنوب شرق البلاد، ويُصنَّف بكونه أكبر مشروعات الغاز الرطب في الجزائر، وفق موقع هيدروكربون تكنولوجي (Hydrocarbon Technology).
وبدأ المشروع عام 1998، بتوقيع شركة سوناطراك (Sonatrach) الحكومية مع شركة أموكو (Amoco) الأميركية عقدًا لتطوير الحقول الأربعة، غير أن صفقة استحواذ أعادت توزيع حصص الإنتاج بشكل مختلف.
وجاء ذلك بعدما استحوذت شركة النفط البريطانية بي بي (BP) على الشركة الأميركية، ووقّعت عقدًا مع سوناطراك لمشاركة إنتاج مشروع حقل عين أمناس المتكامل، بموجب ترخيص تحصل عليه.
وبحلول يونيو/حزيران عام 2003، أبرمت بي بي عقدًا مع شركة ستيت أويل النرويجية (التي تحول اسمها إلى إكوينور Equinor فيما بعد)، لتقاسم حصة الشركة البريطانية بنسبة 50% لكل منهما.
وبذلك، قُسمت حصص مشروع حقل أمناس كالتالي: بي بي 46%، إكوينور 45.9%، سوناطراك 8.1%.
وفي فبراير/شباط العام الماضي 2023، استحوذت شركة إيني (Eni) الإيطالية على أصول شركة النفط البريطانية في حقل عين أمناس وحقل آخر، لتصبح شريكًا مع إكوينور وسوناطراك، بموافقة الحكومة الجزائرية، وفق موقع الشركة النرويجية.
معلومات عن حقل عين أمناس
اكتُشفت المواقع الـ4 الواقعة في نطاق مشروع حقل عين أمناس للغاز الرطب، خلال السنوات من 1956 حتى 1963، وفق بيانات وود ماكنزي (Wood Mackenzi).
وبعد سنوات من الجدل حول شركاء التطوير، بدأ الإنتاج فعلًا من المشروع عام 2006، وعززته الشركات الـ3 بمشروع إضافي عام 2011 لضمان لتوازن الضغط والحفاظ على مستويات إنتاج متقدمة.
ويقارب الإنتاج السنوي للحقل البري -الواقع في حوض إليزي جنوب شرق البلاد، وقرب الحدود المشتركة مع ليبيا- نحو 9 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يعادل "عُشر" إنتاج الغاز في الدولة الأفريقية.
ووصل إنتاج الحقل إلى مستويات الذروة عام 2009، بمؤشرات اقتصادية تُشير إلى استمرار عمره التشغيلي حتى عام 2029.
ويوفر أكبر حقول الغاز الرطب في الجزائر، ما يعادل 3% من الإنتاج اليومي للبلاد، طبقًا لبيانات أوفشور تكنولوجي (Offshore Technology).
وسجل إنتاج حقل الغاز طفرة في عام 2017، بمتوسط 876 مليون قدم مكعبة يوميًا خلال الربع الثاني من العام، و837 مليون قدم مكعبة يوميًا في الربع الثالث، حسب بيانات مجلة ميس (mees) المتخصصة في أخبار النفط والغاز.
ويضم المشروع 4 حقول أو مواقع، هي: تيغونتورين، وحاسي فريدة، وحاسي عين تاردرت، وحاسي غين أبشيو.
مرافق المشروع وأزمة 2013
يضم نطاق حقل عين أمناس مرافق متعددة، وتشمل بنيته التحتية خطوط تدفّق تعمل بصفتها نظامًا لتجميع الغاز وربط الآبار بمحطة المعالجة.
ويُقدَّر امتداد خطوط الأنابيب داخل الحقول بما يصل طوله إلى 100 كيلومتر، أمّا المحطة فيمكنها معالجة ما يقرب من 30 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز عبر 3 خطوط.
وتعتمد المحطة على تقنيات صديقة للبيئة، من بينها: تقنيات فصل ثاني أكسيد الكربون، وإزالة الملوثات الأخرى مثل الزئبق، بالإضافة إلى مرافق خاصة بتوليد الكهرباء.
وطُرحت فكرة تطوير مشروع حقل عين أمناس وتوسعته، وفي مايو/أيار 2011 حصلت شركة يابانية على عقد مشروع ضغط للتسليم عام 2013، بهدف التركيز على تطوير تقنيات الغاز الرطب.
وخلال مواصلة خطط التطوير، واجه المشروع حادثًا في يناير/كانون الثاني عام 2013 إذ تعرَّض 150 شخص من العاملين في الموقع (من الجزائريين، والعمال الأجانب) إلى الاحتجاز من قِبل رافضين للتدخل الفرنسي في مالي، فيما عُرف حينها بـ"أزمة الرهائن".
وتسبَّب الحادث في توقُّف الإنتاج من حقل عين أمناس، في حين أوضحت شركة النفط البريطانية (أحد المطورين آنذاك قبل بيع حصتها لشركة إيني الإيطالية في 2023)، أنها فعّلت أنظمة الطوارئ، وأن سلامة العاملين في الموقع تشكّل أولوية لها، طبقًا لبيان أصدرته بالتزامن مع الواقعة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..