الكثير من المسلمين يدعون الله بكل ما يحتاجونه في الدنيا و الآخرة، وفي الوقت الحاضر تكثر التعليقات من الناس عبر مواقع التواصل، فيقولون إن دعوة 40 شخص غريب من المسلمين مستجابة، فيطلبون من 40 شخصاً الدعاء لهم بظهر الغيب، فهل هذا الفعل له إثبات أو صحة من السنة النبوية، حيث تلقت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي سؤال من أحد السائلين نصه: ما مدى صحة ما يقال من أن دعوة أربعين غريبًا مجابة؟
هل دعوة أربعين غريباً مستجابة وما صحة هذا الفعل؟
وقالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي: إن الدعاء للغير بظهر الغيب مستحب، بل ومستجاب إن شاء الله تعالى، مؤكدةً أن هذا الأمر لم يرد في الشرع ما يفيد تقييد الداعين بعددٍ معين، ولا بكونهم غرباء.
بيان فضل الدعاء في القرآن والسنة
وأوضحت الدار فضل الدعاء، حيث أن الدعاء عبادة مستحبة؛ موضحةً: لِما فيها من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليها.
واستشهدت الدار بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقوله تعالى: ﴿ٱ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
وصرحت الدار بما ورد في السنة النبوية المطهرة من بيان فضل الدعاء؛ مستشهدةً بقول رسول الله فعن سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] أخرجه الأربعة في "سننهم".
مقولة دعوة أربعين غريباً مستجابة ليست حديثًا نبويًّا
وأكدت الدار على أن مقولة دعوة أربعين غريباً مستجابة ليست حديثًا نبويًّا، وإنما هو ممَّا شاع على ألسنة الناس واشتُهر، ولم نقف عليه في كتب السنة بهذا اللفظ.
واستشهدت الدار بحديث سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً؛ دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما".