يترقب حقل ظهر -أكبر حقول الغاز في مصر- وصول سفينة الحفر التي ستتولى عمليات التنقيب خلال المدّة المقبلة، لتعزيز الإنتاج في البلاد.
وكان من المتوقع أن تصل سفينة الحفر العملاقة "سانتوريني"، التي تعمل حاليًا بحقل موبان النفطي في ناميبيا، بدءًا من 15 ديسمبر/كانون الأول، وبحدّ أقصى نهاية الشهر نفسه.
ووفق تحديثات قطاع الغاز عالميًا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قررت شركة غالب إنرجيا البرتغالية (Galp Energia) الاحتفاظ بالسفينة لحفر بئر أخرى في حوض أورانج، بعد نجاحها في تحقيق اكتشافات نفط مهمة.
وستستأجر شركة إيني الإيطالية، التي تدير حقل ظهر المصري، سفينة حفر أخرى لتحلّ محلّ "سانتوريني".
سفينة الحفر في ناميبيا
وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تولّت سفينة الحفر سانتوريني التابعة لشركة سايبم (Saipem)، حفر بئر التقييم "موبان 1-إيه"، وهي أول بئر من بين 4 آبار لشركة غالب، التي تعدّ جزءًا من حملة تتكون من بئرين استكشافيتين وبئرين تقييميتين، في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وتقع البئر في المربعين "2813 إيه" و"2814 بي" في قلب حوض أورانج في ناميبيا، الذي يُقال، إنه يبرز بوصفه واحدًا من أكثر مناطق النفط والغاز الواعدة في العالم.
وأكدت شركة "غالب" مؤخرًا اكتشاف بئر نفط خفيف ومكثفات غاز في رمال عالية الجودة تحمل خزانات ضمن ترخيص "بي إي إل 83"، الذي تديره شركة تابعة لها.
وتحتفظ شركة سينتانا (Sintana) بحصّة غير مباشرة بنسبة 49% في شركة كوستوس إنرجي (Custos Energy)، التي تمتلك حصة عمل بنسبة 10% في الترخيص، وتحتفظ شركة شركة النفط الوطنية في ناميبيا، نامكور (NAMCOR)، بحصّة عمل بنسبة 10% أيضًا.
وأكدت شركة سينتانا، التي كشفت تسريع العمليات قبالة سواحل ناميبيا، بما في ذلك حفر البئر "موبان 2-إيه"، أن الشركاء قرروا الاحتفاظ بسفينة الحفر سانتوريني لمواصلة حملة الاستكشاف والتقييم الجارية خلال فصل الصيف في نصف الكرة الجنوبي، لتجنُّب تكاليف التعبئة والتفكيك، وفق ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
كما ستُحفَر البئر "موبان-3 إكس" في أوائل عام 2025، مستفيدةً من المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد الذي عولِجَ حديثًا.
إنتاج حقل ظهر
كان مصدر في وزارة البترول المصرية قد صرّح إلى منصة الطاقة المتخصصة في 7 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، بأن إنتاج حقل ظهر المصري واصل تراجعه إلى نحو 1.8 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا، من 1.9 مليار قدم مكعبة خلال النصف الأول من العام الجاري.
وخلال العام المالي الماضي 2023-2024، استقر متوسط إنتاج حقل ظهر العملاق عند نحو ملياري قدم مكعبة يوميًا من الغاز، ووصل حجم الاستثمارات في أنشطة الحقل إلى أكثر من 677 مليون دولار.
(يبدأ العام المالي في مصر يوم 1 يوليو/تموز من كل عام، وينتهي في 30 يونيو/حزيران من العام التالي)
وتراجعت احتياطيات الحقل إلى المركز الثالث ضمن أكبر حقول الغاز في شرق المتوسط، بعد حقلَي ليفياثان وتمار الإسرائيليين.
ووضع وزير البترول المهندس كريم بدوي زيادة إنتاج أكبر حقل غاز في مصر على رأس أولوياته منذ تولّيه المسؤولية في يوليو/تموز 2024، وعقدَ عددًا من الاجتماعات مع شركة إيني المطورة، وتفقَّد مرافق الحقل على الطبيعة.
وتوصّلت مصر -بعد أقل من شهر من تولّي "بدوي" مسؤولية وزارة البترول- إلى اتفاق مع الشركة الإيطالية حول جدولة المستحقات المالية، وهو ما أنهى أزمة توقُّف أعمال الحفر والاستكشاف في العديد من المشروعات، من بينها أعمال تطوير حقل ظهر.
إنتاج النفط والغاز في مصر
في سياقٍ متصل، أعلنت وزارة البترول زيادة إنتاج النفط والغاز في مصر خلال الشهور القليلة الماضية، في إطار برنامج يستهدف تسريع وتيرة حفر عدد من الآبار الجديدة.
وخلال كلمة أمام اللقاء الذي نظّمته غرفة التجارة الأميركية في القاهرة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أكد المهندس كريم بدوي أن إستراتيجية الوزارة للتعامل مع التحديات وتسريع خطط التنمية والإنتاج والاستكشاف تحقّق نتائج إيجابية في هذا الصدد.
وحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، توضح المؤشرات الأولية زيادة إنتاج النفط والغاز في مصر خلال المدّة من يوليو/تموز إلى أكتوبر/تشرين الأول بمقدار 200 مليون قدم مكعّبة من الغاز، و39 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
وتشير الوزارة إلى بدء تسارع أنشطة الشركات العالمية للتنمية والإنتاج والاستكشاف، في ظل استمرار الدولة بتنفيذ سياسات تحفيزية لضخّ المزيد من الاستثمار، والعمل على معالجة التحديات في هذا الصدد.
وقال بدوي: "إن من بين أهم النتائج الإيجابية مؤخرًا انطلاق أنشطة حفر الآبار من جديد خلال الشهر المقبل، في حقل غاز ظهر، لإضافة بئرين جديدتين بإنتاج 220 مليون قدم مكعبة يوميًا".
وأشار إلى تسريع عمليات إنتاج الغاز من المرحلة الثانية من حقل ريفين بالبحر المتوسط في يناير/كانون الثاني 2025، بالتعاون مع شركة النفط البريطانية بي بي، من خلال ضخ استثمارات إضافية، وإكمال شركة شل العالمية وضع بئرين جديدتين على خريطة إنتاج الغاز الطبيعي من البحر المتوسط في امتياز غرب الدلتا العميق، والاستعداد لإضافة بئر ثالثة في شهر ديسمبر/كانون الأول.
كما دُفِع عدد من الحفارات في حقول إنتاج شركة عجيبة للبترول في الصحراء الغربية لتسريع العمل، بالإضافة إلى التعاون مع شركة أباتشي العالمية، لتطبيق إجراءات تحفيزية لزيادة إنتاج الغاز تدريجيًا في الصحراء الغربية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: