تشير التقارير الأخيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتحركات عسكرية واسعة النطاق، مع تركيز متزايد على إيران كمحور رئيسي. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس، فقد أبلغ مسؤول بارز في الجيش الإسرائيلي الصحفيين بأن سلاح الجو يستعد لما وصفه بـ"المهمة الكبرى المقبلة".
استعدادات إسرائيلية بدعم أمريكي
كشف المسؤول العسكري أن المهمة المقبلة قد تحظى بدعم إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خصوصًا إذا كانت تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران.
وفي هذا السياق، وصف أور هيلر، مراسل الشؤون العسكرية في قناة 13 الإسرائيلية، الوضع الراهن بأنه "فرصة محتملة" لتوسيع العمليات العسكرية نحو إيران. وأكد أن الجيش الإسرائيلي يعتبر استهداف المنشآت النووية الإيرانية أولوية بعد انتهاء العمليات المكثفة في غزة ولبنان وسوريا.
من جانبه، أكد ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية بالقناة ذاتها، أن سلاح الجو الإسرائيلي يضع إيران على رأس أهدافه، مشيرًا إلى أن الاستعدادات الجارية تركز بشكل خاص على تنفيذ هجمات دقيقة ضد المنشآت الإيرانية.
وزير الدفاع الإسرائيلي: نستعد لعملية عسكرية ضد إيران وسط احتمالات ضعيفة لحل دبلوماسي
صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، بأن جميع المنظومات العسكرية الإسرائيلية تستعد لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران، مشيرًا إلى ضعف فرص التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
تصعيد التهديدات تجاه إيران
خلال إفادة مغلقة أمام الكنيست، أكد كاتس أن إسرائيل تنظر بجدية إلى الخطر الذي تمثله إيران، قائلًا:
"نحن نواجه تهديدًا مستمرًا من إيران وبرنامجها النووي، وتعمل كافة أنظمة الدفاع الإسرائيلية على الاستعداد لمواجهة هذا التهديد".
وعند سؤاله عن إمكانية حل النزاع دبلوماسيًا، أشار كاتس إلى أن ذلك سيكون الخيار الأفضل، لكنه شدد على أن احتمالات النجاح في هذا المسار ضئيلة للغاية، مما يدفع إسرائيل لتجهيز خيار عسكري.
ملف غزة: اقتراب من اتفاق جزئي
فيما يخص غزة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن الأولوية حاليًا هي إعادة الرهائن الإسرائيليين، مؤكدًا:
"نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق، حتى لو كان جزئيًا. استعادة الرهائن هي الهدف الأول للحرب".
تأتي هذه التصريحات في وقت تستمر فيه المساعي الدولية لتحقيق تهدئة طويلة الأمد في القطاع، وسط تبادل محدود لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
الوضع في لبنان: تراجع حزب الله
على الجبهة الشمالية، أوضح كاتس أن حزب الله بدأ في إعادة نشر قواته، قائلاً:
"حزب الله أصدر تعليماته لقواته بالانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني".
وأشار إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يلتزم بوقف إطلاق النار، لكنه يحافظ على موقف صارم دون أي تسامح تجاه أي خروقات أمنية.
تصعيد متزامن ومخاطر إقليمية
تأتي تصريحات كاتس في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، مع تركيز إسرائيل على إيران كهدف استراتيجي رئيسي، إلى جانب التعامل مع التحديات الأمنية في غزة ولبنان.
الخلاصة:
بينما تستعد إسرائيل لعملية محتملة ضد إيران، فإنها تعمل على تهدئة الملفات الساخنة في غزة ولبنان، في محاولة لتحقيق التوازن بين التهديدات الإقليمية وتجنب التصعيد الشامل.
التوتر في الجولان المحتل
في سياق متصل، وافقت الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا على خطة تهدف إلى مضاعفة عدد المستوطنين الإسرائيليين في مرتفعات الجولان المحتلة، وهي خطوة أثارت انتقادات دولية واسعة.
تركيا، من جانبها، أدانت بشدة هذه الخطوة ووصفتها بأنها "محاولة لتوسيع حدود الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدة أن الخطة تمثل "تهديدًا خطيرًا لجهود السلام والاستقرار في سوريا".
وجاء في بيان وزارة الخارجية التركية: "نحن ندين بشدة قرار إسرائيل توسيع المستوطنات غير الشرعية في هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967. هذه الخطوات تُفاقم التوتر في المنطقة وتعيق مساعي السلام".
الوضع في الجولان
الجولان المحتل، الذي استولت عليه إسرائيل خلال حرب عام 1967، يضم نحو 23 ألف عربي درزي يحتفظ معظمهم بالجنسية السورية، إلى جانب حوالي 30 ألف مستوطن إسرائيلي.
رغم التصعيد العسكري المحتمل ضد إيران، يشير المراقبون إلى أن إسرائيل تحاول تجنب الدخول في نزاع مباشر مع سوريا، مع الحفاظ على سيطرتها على المناطق العازلة التي تنتشر فيها قوات الأمم المتحدة.
هل تتحرك إسرائيل نحو إيران؟
تصاعد الحديث عن استهداف إيران يأتي في وقت حساس، حيث تسعى إسرائيل للاستفادة من الدعم الأمريكي المحتمل، لكن تنفيذ أي ضربة عسكرية كبرى ضد إيران قد يشعل مواجهة إقليمية واسعة النطاق، مما يجعل الخيارات الإسرائيلية محفوفة بالمخاطر.
الخلاصة: بينما تبدي إسرائيل استعدادها لتحركات كبرى تستهدف إيران، فإنها تُصعد من سياساتها الاستيطانية في الجولان، مما يزيد من حدة التوتر الإقليمي ويضع المنطقة على حافة مواجهة جديدة.