الراهبات الصغيرات رسولات الحمل هو اسم رهبنة تأسست قبل أربعين عامًا لتمنح النساء المصابات بمتلازمة داون فرصة تكريس حياتهنّ للربّ، في حال سمعنَ نداءه.
حيث بدأت القصة في عام 1985 عندما التقت الأمّ لين (رئيسة الدير الحالية) بالأخت فيرونيكا التي أعربت عن رغبتها في تكريس حياتها لله، ولكن لم تُقبل في أي رهبنة بسبب حالتها الخاصة.
شعرت الأمّ لين بنقص في هيكل الرهبنات التي تتناسب مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، فقررت مع الأخت فيرونيكا تأسيس رهبنة جديدة. عاشتا معًا حياة مشتركة، وفي عام 1999، وافق رئيس الأساقفة على هذه المبادرة التأملية، وفي 2011، تم اعتماد قانون الرهبنة رسميًا.
واليوم، تضم الرهبنة عشر راهبات، 8 منهن مصابات بمتلازمة داون واثنتان يتمتعن بالكفاءة الدينية اللازمة.
تتسم حياة الراهبات بالبساطة والتواضع، مستلهمة من قداسة القديسة تريزا الطفل يسوع، ويتابعن الأنشطة المختلفة مثل الخياطة، السيراميك، والزراعة. بالرغم من إعاقتهن، هنّ يحققن حياة روحية غنية، ويتمتعن بقوة إيمانية وصلات وثيقة مع يسوع، مما يثبت أن قدرتهنّ على الحب والعطاء تتجاوز أي حدود مادية.
تقدّم هذه الرهبنة نموذجًا مهمًا في فهم أن قيمة الإنسان لا تقاس بما يقدمه من إنتاج مادي، بل بجمال الروح وقدرتها على الحب والتقرب من الله. هؤلاء الراهبات، على الرغم من تحدياتهنّ الجسدية، يُظهرنَ أنهنّ ليسن محرومات بل محبّات من الربّ، ويضفين على المجتمع الحب والرحمة التي تفتقر إليها الكثير من الأماكن.
تذكرنا قصة “الراهبات الصغيرات رسولات الحمل” بأن الحياة الروحية ليست محكومة بالقدرات الجسدية أو العقلية، بل بالعلاقة القوية مع الله وقدرة الشخص على العيش في محبة وسلام داخلي.