في زمننا هذا الكثير من الأبناء ينادون أبائهم و أمهاتهم بأسمائهم المجردة دون نعتهم ب بابا فلان ، أو ماما فلانة، بل يقولون اسمائهم فقط مجردة، ولا نعرف إذا كان هذا الفعل من باب عقوق الوالدين أم لا، فتلقت دار الغفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي.
ومن جانبه تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالاً من أحدى السائلات تقول: ابني في بعض الأحيان ينادي على والده باسمه مجردًا من دون أن يقصد بذلك الإساءة، وحينما أسمعه أقول له: إن من الأدب ألا تنادي على والدك باسمه مجردًا، فيقول: هذه عادات لا علاقة لها بالشرع، فأرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في هذا الأمر.
ما حكم مناداة الأبن لأبيه بأسمه مجرداً؟
و أجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي على هذا السؤال، موضحةً أن مناداة الأبن لأحد والديه باسمه مجردًا حرامٌ إذا كان الوالد يكره ذلك أو يتأذى منه، وهو من العقوق.
وأضافت الدار: ويكون هذا الأمر مباحًا إن كان هذا سائغًا مقبولًا في العُرف ولا يُقصد منه إساءة ولا يكرهه الوالد، وإن كان الأولى والأكمل والأفضل والمناسب للأدب المطلوب مع الوالد في هذه الحالة أن يحفظ ولده له قدره ومكانته ولا يناديه باسمه مجردًا.
الإفتاء: حث الشرع الشريف على توقير واحترام الكبير
وأكدت الدار على أن الأدب يعتبر من أهم قواعد التعامل التي قررتها الشريعة الإسلامية نحو الأبويين، ومن الأدب أن يتعامل الإنسان مع من يَكْبُرُه سِنًّا أو علمًا أو منزلةً أو غير ذلك بالتَّوْقِير والاحترام اللائقين بما يُناسب قَدْره ومنزلته.
واستكملت: وقد علَّمَنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن التأدُّب مع الكبير من هَدْيِه الشريف، وتاركه لا شك مخالف لهذا الهدي، مستشهدةً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي.
واختتمت: ومعنى التوقير المأمور به في هذا الحديث الشريف أن يُعطيَ الإنسان لِذَوِي الشرف والمنزلة حقَّهم؛ بما يتناسب مع أقدَارِهم، سواء كان هذا الشرف وتلك المكانة لنحو سِنٍّ أو عِلمٍ أو غير ذلك.