في قلب القارة الإفريقية، تكشف الدراسات الحديثة عن ثروات غازية ضخمة دفينة في باطن الأرض، تُعدّ بمثابة "منجم ذهب" للأجيال القادمة، تقف مصر ضمن خمس دول إفريقية كبيرة تمتلك احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي، مع كونها من أبرز المصدرين إلى الأسواق العالمية.
احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي
بحسب تقرير نشرته منصة "بيزنس أفريكا"، تحتوي القارة السمراء على أكثر من 17.89 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يجعلها واحدة من أبرز اللاعبين في هذا القطاع على مستوى العالم.
وتستمر هذه الاحتياطيات في التوسع، إذ يُتوقع أن تكفي القارة لاستمرار الإنتاج لمدة تزيد عن 55 عامًا بمعدلها الحالي.
المصدرين الرئيسيين في هذه القارة ليسوا فقط مصر، بل تشمل القائمة الجزائر ونيجيريا وليبيا وموزمبيق، وهي دول تتمتع باحتياطيات غازية كبيرة.
وفي عام 2023، شهدت القارة زيادة كبيرة في الإنتاج حيث ضخت 253 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بزيادة بنسبة 87% مقارنة بعام 2000.
الوجهة الرئيسية لصادرات الغاز الإفريقي كانت أوروبا، التي استحوذت على 60% من تلك الصادرات، معظمها من دول شمال إفريقيا مثل مصر والجزائر، ورغم الإمكانات الهائلة التي يزخر بها قطاع الغاز الطبيعي في إفريقيا، يبقى تحدي تطوير البنية التحتية القديمة والإنتاج الراكد أحد أبرز المعوقات التي تحتاج إلى حلول جذرية لمواكبة النمو العالمي في الطلب على هذه الموارد الثمينة.
في خطوة استراتيجية لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي، أعلنت مصر عن استئجار سفينة تغويز عائمة جديدة لاستقبال شحنات الغاز المسال، وفقًا لمصدر مطلع، فإن هذه السفينة هي الثالثة التي يتم التعاقد عليها من قبل الحكومة المصرية، ومن المتوقع أن تصل إلى ميناء السخنة في يونيو 2025.
اتفاقية استراتيجية لحل أزمة الطاقة في مصر.. توقيع اتفاقية مع شركة "نيوفورترس" الأمريكية لضمان استمرارية إمدادات الغاز الطبيعي
استئجار سفينة تغويز عائمة جديدة لاستقبال شحنات الغاز
جاء ذلك بعد إعلان وزارة البترول والثروة المعدنية عن توقيع اتفاق مع شركة "نيوفورترس" الأمريكية لاستئجار وحدة تغويز عائمة أخرى، لتبدأ العمل في النصف الثاني من عام 2025، إضافة إلى الوحدة الحالية "هوغ غاليون".
وتهدف مصر من خلال هذه الوحدات الثلاث إلى تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى حالة غازية لتلبية احتياجاتها المحلية من الطاقة، وكذلك تزويد الأردن بالغاز خلال أشهر الصيف المقبلة.