الحضور السرياني في الساحل السوري يمثل في مناطق اللاذقية وجبلة وطرطوس حتى قرون متأخرة تنطوي على قرى ومزارع شتى مأهولة بالسريان.
وتُظهر المصادر التاريخية مكانة السريان البارزة في مناطق الساحل السوري، مثل اللاذقية وجبلة وطرطوس، حتى فترات متأخرة من العصور الوسطى. ذكر المؤرخ السرياني المعروف بارعبرويو (1226-1286م) أن السريان كانوا يملكون كنيسة في جبلة وأخرى في اللاذقية بحلول عام 1170م.
هذا يشير إلى أن وجودهم الديني والثقافي استمر نشطًا حتى أواخر القرن الثالث عشر.
الباحث السرياني الحلبي فيليب دي طرازي يُضيف أن هناك كنيسة للسريان في اللاذقية باسم مار بهنام، استمرت عامرة حتى أواخر القرن التاسع عشر.
وبجانب ذلك، عُرف السريان بأديرتهم في الساحل السوري، ومنها دير مار توما ودير مار حنا (يوحنا). لكن أشهرها جميعًا كان دير قاروص، الذي اكتسب شهرة واسعة بفضل علماءه الرهبان. وصف الرحالة المغربي الأمازيغي ابن بطوطة (القرن الرابع عشر) هذا الدير بأنه "أعظم دير في بلاد الشام"، مما يدل على مكانته الدينية والثقافية آنذاك.
وتجدر الإشارة إلى أن مناطق الساحل السوري، بما في ذلك قرى ومزارع حول اللاذقية وجبلة وطرطوس، ظلت مأهولة بالسريان لقرون طويلة، مما يعكس عمق تجذرهم في هذه المناطق وحضورهم المؤثر في التاريخ.